الخميس، 06 فبراير 2025

04:49 م

طوفان النازحين يعودون إلى شمال غزة تحت أنقاض الحرب

الإثنين، 27 يناير 2025 01:17 م

محمد عماد

طوفان النازحين يعودون إلى شمال غزة

طوفان النازحين يعودون إلى شمال غزة

بعد أكثر من 15 شهراً من معاناة النزوح، والدمار، والقتل، والتشرد، بدأ آلاف الفلسطينيين النازحين من جنوب قطاع غزة في العودة إلى شمال القطاع، حيث تدفقت حشود كبيرة عبر شارع الرشيد الساحلي حاملين آمالهم المشوهة وآلامهم المتراكمة. كان المشهد مؤثراً، حيث ساروا على الأقدام، رغم تدمير بيوتهم ودمار المنطقة بشكل شبه كامل، وكان الجميع يواجه المجهول، غير مدركين كيف سيتدبرون أمورهم في ظل الظروف القاسية.

ورغم حالة الحزن العميقة التي خيمت على المنطقة، أظهرت المقاطع المصورة فرحاً غريباً في عيون بعض النازحين الذين استقبلوا عودتهم إلى بيوتهم المدمرة بالتهاني والأحضان، ثم التقاط الصور التذكارية أمام أطلال منازلهم، قبل أن يواصلوا السير إلى وجهتهم القادمة. كان هذا المشهد تجسيداً للإصرار الفلسطيني على العودة والتشبث بالأرض رغم الظروف المأساوية.

وكانت قوات الجيش الإسرائيلي قد بدأت الانسحاب من محور نتساريم، الذي كان يقسم قطاع غزة إلى نصفين، مما أتاح للنازحين الفرصة للعودة إلى مناطقهم في الشمال بعد أشهر طويلة من الانتظار. إلا أن هذا الانسحاب لم يكن دون شروط، حيث كان الجانب الإسرائيلي قد رفض السماح بفتح المعابر لمرور النازحين في الأيام السابقة إلا بعد أن تفرج حركة حماس عن المحتجز الإسرائيلي، أربيل يهود، وهو ما أثار مزيداً من التوتر بين الطرفين.

واقع مرير بعد العودة: لا منازل ولا خيام

ورغم أن الفلسطينيين بدأوا العودة، فإنهم لم يجدوا شيئاً يذكر يمكن أن يشكل أساساً لحياة جديدة. فالمنازل التي كانوا يعتقدون أنها ملاذهم الآمن لم تعد موجودة، والأنقاض تملأ كل زاوية. مع تقديرات الأمم المتحدة التي أظهرت أن نحو 80% من الأبنية في شمال القطاع قد دُمِّرت أو تضررت بشكل كبير، بات من غير الممكن أن يجد هؤلاء النازحون مكاناً للاختباء أو العيش في مناطقهم الأصلية.

ولم تكن الصورة أفضل في باقي أجزاء القطاع، حيث أشار رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أخيم شتاينر، إلى أن ثلثي المباني في قطاع غزة قد دُمِّرت أو تضررت جراء القصف الإسرائيلي. وأضاف أن أكثر من 65 إلى 70% من المباني في غزة قد تعرضت للدمار، مشيراً إلى أن الحرب قضت على نحو 60 عاماً من التنمية في القطاع، ليصبح التحدي الأكبر الآن هو إزالة الأنقاض التي تصل إلى 42 مليون طن من الحطام، وهو ما يعد عملية معقدة ومكلفة للغاية.

في ظل هذا الوضع الصعب، تم تجهيز بعض الخيام والكرفانات لإيواء النازحين، لكنها تبقى حلولاً مؤقتة في مواجهة أزمة إنسانية عميقة. ووسط هذا المشهد الحزين، يظل الفلسطينيون في قطاع غزة يواجهون تحديات كبيرة تتعلق بإعادة البناء، وتوفير الاحتياجات الأساسية من الغذاء والمأوى.

الآمال المكسورة والتحديات المستقبلية

على الرغم من حالة الخراب التي يعيشها قطاع غزة، فإن العودة إلى الشمال تمثل بالنسبة للعديد من الفلسطينيين خطوة نحو العودة إلى الحياة، مهما كانت الظروف قاسية. ومع ذلك، تظل الأسئلة مطروحة حول كيفية التعامل مع المستقبل في ظل انعدام الأمن وغياب البنية التحتية الأساسية. ورغم أن القليل من الخيام والكرفانات قد توفر بعض المأوى المؤقت، إلا أن الغزيين يواجهون تحديات كبيرة في إعادة بناء حياتهم، فيما تظل معاناتهم مع الدمار الذي طال كل شيء.

من جهة أخرى، ومع استمرار الأزمات الإنسانية والاقتصادية، فإن المجتمع الدولي والمنظمات الإغاثية أمام اختبار حقيقي لمدى قدرتهم على دعم الشعب الفلسطيني في ظل هذه الظروف الصعبة.


النازحون يعودون إلى منازلهم في شمال غزة بعد أكثر من 15 شهراً من النزوح

الولايات المتحدة تتراجع عن فرض عقوبات على كولومبيا بعد اتفاق حول المهاجرين المرحّلين

مصر ترد وتؤكد تمسكها بمحددات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية وتدعو لحل الدولتين

search