الخميس، 06 فبراير 2025

06:38 م

الولايات المتحدة تتراجع عن فرض عقوبات على كولومبيا بعد اتفاق حول المهاجرين المرحّلين

الإثنين، 27 يناير 2025 12:22 م

محمد عماد

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

أعلن المكتب الإعلامي للبيت الأبيض أن الولايات المتحدة قررت عدم فرض عقوبات أو رسوم جمركية على كولومبيا، وذلك عقب التوصل إلى اتفاق يقضي بموافقة كولومبيا على استقبال المهاجرين الكولومبيين الذين تم ترحيلهم من الأراضي الأميركية. هذا القرار أتى بعد أزمة دبلوماسية حادة بين البلدين، أثارتها رفض كولومبيا استقبال الرحلات التي تحمل مهاجرين مرحّلين.

توترات سياسية بين واشنطن وبوغوتا

كانت العلاقات بين البلدين قد شهدت توتراً كبيراً في الأسابيع الأخيرة، بعد أن رفضت كولومبيا استقبال المهاجرين المرحّلين من الولايات المتحدة. جاء هذا الموقف الكولومبي إثر دعوات وجهتها الحكومة في بوغوتا بضرورة احترام "حقوق الإنسان والمعاملة الكريمة" للمهاجرين، خصوصاً بعد تداول فيديو نشره الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، يظهر مهاجرين مقيدين أثناء عملية الترحيل. هذا الفيديو أثار غضباً واسعاً في كولومبيا واعتبره البعض انتهاكاً لكرامة مواطنيهم.

رداً على ذلك، هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب باتخاذ إجراءات عقابية تشمل فرض رسوم جمركية تصل إلى 50% على السلع الكولومبية، وفرض قيود على سفر المسؤولين الكولومبيين إلى الولايات المتحدة. كما أشار ترامب إلى إمكانية تعزيز عمليات التفتيش على البضائع القادمة من كولومبيا كجزء من الإجراءات العقابية.

انفراجة في الأزمة

وفي تطور إيجابي، أعلنت كولومبيا أنها وافقت على استقبال المهاجرين المرحّلين من الولايات المتحدة دون قيود أو تأخير. وجاء الإعلان على لسان وزير الخارجية الكولومبي، الذي أكد أن الأزمة بين البلدين قد انتهت بعد التوصل إلى تفاهم مشترك.

من جانبها، أصدرت كارولين ليفات، المتحدثة باسم البيت الأبيض، بياناً أكدت فيه أن كولومبيا تعهدت بقبول جميع المهاجرين المرحّلين عبر الرحلات الجوية الأميركية، بما في ذلك الطائرات العسكرية. وأشارت إلى أن الولايات المتحدة لن تمضي قدماً في تنفيذ العقوبات التي كان قد هدد بها ترامب، بما فيها الرسوم الجمركية على السلع الكولومبية.

ما وراء الاتفاق: تنازلات كولومبيا

وفقاً لما أعلنه البيت الأبيض، تضمنت التنازلات الكولومبية قبول المهاجرين المرحّلين دون شروط أو تأخير، والسماح للطائرات العسكرية الأميركية بنقلهم مباشرة إلى الأراضي الكولومبية. في المقابل، أعلنت واشنطن التراجع عن فرض الرسوم الجمركية العقابية، ما يمثل تخفيفاً للضغط الاقتصادي الذي كان يهدد التجارة بين البلدين.

رسالة أميركية مزدوجة

رغم التوصل إلى الاتفاق، أكد البيت الأبيض أن الإدارة الأميركية لن تتراجع تماماً عن الضغوط. فقد أشار البيان إلى أن القيود على إصدار التأشيرات لبعض المسؤولين الكولومبيين ستظل قائمة في الوقت الحالي، كما ستتم مراقبة تنفيذ الاتفاق عن كثب. وأضافت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن عمليات التفتيش على السلع القادمة من كولومبيا ستُعزز لضمان التزام الحكومة الكولومبية بوعودها، خاصة مع وصول أول رحلة تحمل مهاجرين مرحّلين.

انعكاسات الاتفاق على العلاقات الثنائية

يُعد الاتفاق الأخير خطوة نحو تهدئة التوترات بين واشنطن وبوغوتا، ولكنه في الوقت ذاته يعكس الطبيعة المتقلبة للعلاقات بين البلدين. فعلى الرغم من أن كولومبيا تعتبر واحدة من أهم حلفاء الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية، إلا أن الأزمة الأخيرة أظهرت مدى هشاشة هذه العلاقة في مواجهة القضايا الحساسة مثل الهجرة.

ومن المتوقع أن يؤثر الاتفاق على سياسات الهجرة في كلا البلدين. فمن جهة، يُظهر إصرار إدارة ترامب على تطبيق قوانين الهجرة بصرامة، بما في ذلك ترحيل المهاجرين غير الشرعيين. ومن جهة أخرى، قد تواجه الحكومة الكولومبية انتقادات داخلية من قبل المعارضة ومنظمات حقوق الإنسان التي ترى أن الاتفاق ينطوي على تنازلات كبيرة مقابل تجنب العقوبات.

مستقبل العلاقات الأميركية-الكولومبية

يعكس الاتفاق الأخير محاولة من الجانبين للحفاظ على استقرار العلاقات الثنائية، في ظل شراكة طويلة الأمد تشمل التعاون الاقتصادي ومكافحة تهريب المخدرات. ومع ذلك، فإن بقاء بعض الإجراءات العقابية، مثل قيود التأشيرات وتعزيز التفتيش الجمركي، يشير إلى أن الثقة الكاملة بين البلدين لم تُستعاد بعد.

في الختام، يمثل الاتفاق خطوة إيجابية نحو احتواء الأزمة، لكنه يعكس أيضاً التحديات المستمرة في العلاقات بين واشنطن وبوغوتا. ورغم تفادي فرض العقوبات، ستظل الأنظار موجهة نحو تنفيذ الاتفاق ومدى تأثيره على العلاقات الثنائية في المستقبل القريب.


مصر ترد وتؤكد تمسكها بمحددات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية وتدعو لحل الدولتين

السعودية تحطم الأرقام القياسية في موسوعة "غينيس" وتختتم “كأس العالم للدرونز”

ترامب مجدداً: الولايات المتحدة ستستحوذ على غرينلاند وكندا

search