"إقامة جبرية" صراع نفسي يكشف عن خفايا الشخصيات.. ماذا قال أبطال العمل؟

في عالم الدراما النفسية، يبرز مسلسل "إقامة جبرية" كإحدى التجارب الفنية الفريدة التي تأسر المشاهدين منذ اللحظات الأولى، من إخراج أحمد سمير فرج.

و يقدم المسلسل قصة معقدة تتشابك فيها الأقدار وتتعقد فيها العلاقات، ليأخذنا في رحلة داخل أعماق الشخصيات وصراعاتهم النفسية، مع أداء متميز من النجمة صابرين التي تجسد دور "عايدة"، الطبيبة النفسية التي تواجه تحديات غير متوقعة مع مريضتها "سلمي"، التي تلعب دورها هنا الزاهد، ينضم إليهم محمد الشرنوبي ليضيف براعته الفنية من خلال دوره كابن صابرين.

عبرت الفنانة صابرين عن سعادتها الكبيرة بالردود الإيجابية التي وصلتها عن مسلسلها الجديد "إقامة جبرية"، والذي يعرض حالياً، وقالت إن ردود الأفعال كانت مشجعة للغاية وأعطتها دافعاً للإستمرار في تقديم أعمال متنوعة وجديدة للجمهور.

وأوضحت صابرين أن المخرج أحمد سمير فرج يعتبر من أهم المخرجين على الساحة الفنية حالياً، مشيرة إلى أنه دائماً ما يقدم أساليب وتجارب جديدة في إخراج الأعمال، بالإضافة إلى اهتمامه الكبير بالممثلين، وهو ما انعكس على شكل العمل بشكل عام، وأضافت أنه قدم في مسلسل "إقامة جبرية" تقنية جديدة ومبهره في التصوير والإخراج، بما يخدم نوعية الأحداث ويعزز من تأثيرها على الجمهور.

كما تحدثت صابرين عن تساؤل بعض المشاهدين حول مدى صحة قيام الطبيبة النفسية بإبلاغ الجهات المختصة عن جريمة ارتكبتها إحدى المريضات لديها، وأكدت أن هذه النقطة تم تناولها من خلال شخصية "سلمي" التي تجسدها الفنانة هنا الزاهد.

وفي سياق ذلك، قالت: "في حالة سلمي، الشخصية التي تقدمها هنا الزاهد، كان من الضروري أن تُبلغ الطبيبة النفسية الجهات المختصة، لأن الحالة التي تعيشها سلمي هي حالة متأخرة ومعقدة للغاية، من الممكن أن تقوم هذه المريضة بإيذاء نفسها أو الآخرين، بل وقد ترتكب جرائم قتل أخرى، وكانت وجهة نظر الكاتب مدعومة بآراء أساتذة علم النفس الذين تم الاستعانة بهم في تطوير النص".

وأضافت صابرين أن جميع مشاهدها في المسلسل كانت صعبة، حيث تطلبت الكثير من التوتر والخوف في أدائها، وقالت: "منذ دخول شخصية سلمي إلى حياة الدكتورة عايدة التي ألعبها، لم يكن هناك مشهد خالي من التوتر أو الضغط العصبي، طوال العمل، كانت هناك سلسلة من الصدمات المتتالية التي تعرضت لها الشخصية، الأمر الذي جعل كل مشهد يحمل نوعاً من القلق والترقب، وخاصة في المشاهد التي تم تصويرها بعد تلقي الشخصية لعدة صدمات عاطفية ونفسية."

من جانبه، تحدث الفنان محمد الشرنوبي عن تجربته في المسلسل، مشيراً إلى أنه عمل مع هنا الزاهد منذ حوالي عشر سنوات، وأضاف الشرنوبي: "لقد عملنا سوياً في العديد من الأعمال، مثل مسلسل "حلوة الدنيا سكر"، ومن ثم التقينا في فيلم "بضع ساعات في يوم ما"، قبل أن نلتقي مجدداً في مسلسل "إقامة جبرية".

وأضاف: "علاقتنا الشخصية قوية، ونحن أصدقاء منذ فترة طويلة، أما عن أدائها في المسلسل، فأنا أرى أن هنا الزاهد ممثلة موهوبة جداً وأثبتت ذلك في هذا العمل من خلال تقديم شخصية جديدة ومعقدة بعيداً عن الأدوار الكوميدية التي قدمتها سابقاً."

من ناحية أخرى، كشف المخرج أحمد سمير فرج عن كواليس المسلسل، حيث أكد أن "إقامة جبرية" هو مسلسل ينتمي إلى نوع "السايكو دراما"، وهو نوع من الدراما النفسية التي تتعامل مع التوترات الداخلية للشخصيات والأحداث المتشابكة التي تؤثر على تصرفاتهم.

وأضاف فرج أن القصة التي يتم تناولها في المسلسل مختلفة عن الأعمال التقليدية، وهو ما جعلها جذابة للعديد من الممثلين، مشيراً إلى أن هنا الزاهد تحمست للعمل فور أن سمعت عن القصة، خاصة أنها كانت ستجسد شخصية غير مألوفة بالنسبة لها، حيث تبتعد عن الكوميديا وتلعب دوراً جاداً ومؤثراً، وأكد فرج أن كل فريق العمل قدم أداء مميزاً في المسلسل، وأنه كان سعيداً بالنتيجة النهائية للعمل.

وأما عن اختيار أبطال العمل، فقد أشار فرج إلى أن الشخصيات تم اختيارها بناءً على السيناريو، حيث كان مكتوباً لكل شخصية تفاصيل دقيقة تحدد من سيؤديها، وفي النهاية، الجميع أبدع في تقديم شخصياتهم، وتابع: "الحقيقة لم تكن هناك صعوبات كبيرة أثناء تصوير المسلسل، لأن الأجواء كانت رائعة وكان الجميع يعمل بتناغم كبير."

في سياق متصل، تجسد هنا الزاهد في مسلسل "إقامة جبرية" شخصية صيدلانية تدعى "سلمي"، وهي امرأة تمر بظروف نفسية معقدة بعد وفاة زوجها، مما يدفعها للجوء إلى العلاج النفسي.

تجد سلمي نفسها في عيادة الدكتورة عايدة التي تلعب دورها صابرين، وفي هذه العيادة تتعرف على شخصية محمد الشرنوبي، الذي يؤدي دور ابن صابرين، ومن هنا تبدأ سلسلة من الأحداث الدرامية غير المتوقعة التي تكشف عن أسرار وشخصيات معقدة.

المسلسل يضم مجموعة من النجوم البارعين، مثل هنا الزاهد، صابرين، محمد الشرنوبي، محمود البزاوي، ثراء جبيل، عايدة رياض، ومحمد دسوقي، وقد أخرج المسلسل أحمد سمير فرج، الذي استطاع أن يخلق عملاً درامياً يحمل بعداً نفسياً عميقاً ويعكس حالة من التوتر والصراع الداخلي لدى الشخصيات.