الأربعاء، 05 فبراير 2025

02:46 م

وفاء أنور تكتب: الطب.. مهنة ورسالة

الخميس، 23 يناير 2025 01:47 م

وفاء أنور

وفاء أنور

 قد يتعرض بعضنا للمرض في لحظة ما؛ لحظة يرجو فيها من الله أن يدله على طبيب إنسان، طبيب يعالج مرضاه بقلبه الرحيم، الذي تضامن مع عقله لينتفع بعلمه غيره، فأغلبنا حينها يتحول لطفل صغير يحتاج لمن يتقبل شكواه بحكمة، وبرحابة صدر تجعله يشعر به ويقدر حالته، يراعى في الله ضميره، يحمل أمانته كإنسان، يستطيع أن يحتوي حلم مريضه بتحقيق عاجل للشفاء على يديه.

هناك بعض الأطباء الذين يتميزون عن غيرهم بعلمهم الواسع، ومن قبل علمهم تميزهم لرقة قلوبهم. أولئك الذين اقتسموا مع الملائكة نصيبهم. هناك هدايا تأتينا على هيئة بشر يمدون إلينا بالخير أيديهم، يسخرون لنا كل رصيدهم من علم تلقوه ومن خبرات مرت بهم وعليهم، من تجارب ناجحة تمت بفضل الله العظيم، ثم بفضل براعتهم بعدما مارسوا بالمحبة مهنتهم التي كانت وما زالت رسالتهم.

قد يكتب القدر لبعضنا لقاء أحدهم وجهًا لوجه، لنجد أن جزءًا من مرضنا الذي أصابنا وأرهقنا قد بدأ في التلاشي والتبدد شيئًا فشيئًا ولو كان هذا في البداية لبعض الوقت، تهزمه ابتسامتهم العذبة الممتزجة بحسن استماع لمرضاهم، وإرسالهم برسائل طمأنة تبرهن على مدى تلقيهم لتربية عظيمة قبل كل ذلك، فما أعظم أن يقتسم الألم معك قلبًا آخرا، قلبًا امتلأ بالرحمة، بقناعة برزق يبتعد عن المغالاة واستغلال الناس أيًا كانت ظروفهم.

أخذني القدر ذات مرة ومنحني فرصة لقاء أحدهم، أحد  هؤلاء الرحماء، فأدركت حينها أن المرض الذي أصابني منذ زمن بعيد؛ والذي لم يكتمل شفائي منه بعد أن كان ينتظر طبيبًا مثله، ينتظر إنسانًا أحب عمله، لدرجة جعلته يعطيه من جهده كل ما لديه من إحساس وصلني، فجعلني أنفعل بتجربة قررت أن أكتب تفاصيلها وأعرضها عليكم.

 كلماتي أصوغها من وحي تجربتي مع الدكتور "مينا فايز" دكتور ومدرس جراحة الأنف والأذن والحنجرة بطب عين شمس، كلماتي تحمل له معها، من الأمنيات أطيبها وأرقها، تحمل معها دعوات بالبركات له ولكل طبيب مثله، طبيب أَحب مهنته ورأى فيها رسالته.

search