الإثنين، 10 مارس 2025

03:50 ص

حرائق كاليفورنيا.. أحياء كاملة سويت بالأرض والمشهد أقرب إلى ساحة حرب

الثلاثاء، 14 يناير 2025 11:19 ص

محمد عماد

حرائق لوس انجلوس

حرائق لوس انجلوس

شهدت ولاية كاليفورنيا واحدة من أسوأ كوارثها الطبيعية في التاريخ، حيث اجتاحت حرائق الغابات مناطق واسعة من مدينة لوس أنجلوس، مخلفة وراءها دمارًا هائلًا وأحياءً بأكملها سويت بالأرض. مع بدء الناجين في العودة إلى منازلهم بعد إجلائهم خلال الأيام الماضية، كانت الصدمة أكبر من أن تُحتمل للكثيرين، حيث وجدوا منازلهم وقد تحولت إلى أنقاض.

أضرار جسيمة وخسائر بشرية

أعلنت السلطات الأميركية أن حرائق الغابات أسفرت عن مقتل 26 شخصًا على الأقل منذ يوم الجمعة، وتدمير أكثر من 10 آلاف مبنى بين دمار كلي وجزئي. وقد وصفت هذه الحرائق بأنها واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي شهدتها الولاية على مر التاريخ. الأحياء التي كانت تنبض بالحياة، مثل باسيفيك باليسايدس وألتادينا، أصبحت مشاهدها اليوم أشبه بساحة حرب، حيث تظهر منازل محترقة بالكامل وكأنها قد تعرضت لقصف عنيف.

في حي باليسايدس، الذي دمر بالكامل تقريبًا، لم يبق سوى 6 منازل سليمة، بينما تحولت باقي المباني إلى رماد. يقول ريك ماكجيج، أحد الناجين من الحرائق، إنه لم يجد سوى تمثال للسيدة مريم العذراء سليمًا في مزرعته. "إنها نعمة لا تصدق"، هكذا وصف ماكجيج نجاته وتمثاله وسط هذا الدمار الهائل.

لوس أنجلوس في قبضة النيران: مشاهد "جحيم" في منطقة سياحية شهيرة

مشاهد مروعة وأمل ضعيف

الصور الجوية للأحياء المتضررة تظهر منازل محروقة بالكامل، وكأنها مشاهد من فيلم كارثي. في مدينة ألتادينا، يقول أورين ووترز أمام منزله المتفحم: "هذا أشبه بنهاية العالم. الأمر لا يمكن تصوره". الرئيس الأميركي جو بايدن وصف المشهد في كاليفورنيا خلال اجتماع في البيت الأبيض بأنه "أشبه بساحة حرب وعمليات قصف"، مضيفًا أن حجم الدمار يعكس كارثة غير مسبوقة.

جهود الإطفاء وتحديات الرياح

على الرغم من تراجع قوة الرياح يوم الجمعة، إلا أن الحرائق الرئيسية لا تزال خارج السيطرة. الظروف الجوية القاسية، بما في ذلك الجفاف الشديد والرياح العاتية التي وصلت سرعتها أحيانًا إلى 160 كيلومترًا في الساعة، زادت من صعوبة جهود الإطفاء. ومع ذلك، فإن تراجع قوة الرياح يوفر بعض الأمل لفرق الإطفاء التي تكافح النيران المستعرة.

قال خبير الأرصاد الجوية مايك وافورد إن الرياح ستنحسر بشكل كبير مساء السبت، مما قد يمنح فرق الإطفاء فرصة أفضل للسيطرة على الحرائق. لكن مع توقع عودة الرياح إلى شدتها لاحقًا، لا تزال الظروف تشكل تحديًا كبيرًا للسلطات المحلية.


تباين في وجهات نظر المصريين.. هل حرائق كاليفورنيا عقاب من الله أم من الطبيعة؟

عمليات نهب وحظر تجول

في ظل الأوضاع المتدهورة، لجأت السلطات إلى فرض حظر تجول في المناطق الأكثر تضررًا، مثل باسيفيك باليسايدس وألتادينا، للحد من عمليات النهب التي زادت في المناطق المنكوبة. الحاكم غافين نيوسوم أكد أنه لن يتم السماح بأي عمليات نهب، فيما قامت وحدات عسكرية بتسيير دوريات لحماية ما تبقى من ممتلكات المواطنين.

تكلفة اقتصادية باهظة

قد تكون كلفة هذه الحرائق الأعلى في تاريخ كاليفورنيا، حيث تقدر الأضرار والخسائر بما بين 135 و150 مليار دولار. ورغم أنه من المبكر تحديد أسباب الحرائق بدقة، إلا أن هناك انتقادات وجهت للسلطات حول مدى استعدادها واستجابتها للأزمة. دعا الحاكم نيوسوم إلى مراجعة مستقلة لنظام توزيع المياه في المدينة، معربًا عن قلقه بشأن نقص إمدادات المياه وفقدان الضغط في صنابير الإطفاء خلال اللحظات الأولى للحرائق.

نقص في الموارد والتمويل

رئيسة الإطفاء كريستين كرولي أكدت أن فرق الإطفاء تعاني من نقص في العديد والموارد، مما يعقد من جهود السيطرة على الحرائق. وقد دعت إلى ضرورة توفير التمويل اللازم لدعم فرق الإطفاء وتمكينها من مواجهة مثل هذه الكوارث بشكل أكثر فعالية.

في النهاية، تبقى حرائق كاليفورنيا شاهدًا على مدى هشاشة الأوضاع البيئية والإنسانية في مواجهة الكوارث الطبيعية. ومع استمرار فرق الإطفاء في معركتها مع النيران، يأمل المواطنون في أن يتمكنوا من إعادة بناء حياتهم ومنازلهم في أسرع وقت ممكن.

search