الأربعاء، 05 فبراير 2025

04:51 م

محمد حامد يكتب: محمد كريم .. أيقونة السينما المصرية

الثلاثاء، 14 يناير 2025 10:01 ص

محمد حامد

محمد حامد

يُعدّ محمد كريم، أحد أبرز أعلام السينما المصرية، وأحد الروّاد الذين أسهموا بشكل كبير في بناء صناعة السينما في مصر والوطن العربى.
وُلد محمد عبدالكريم (محمد كريم)، في حى عابدين بالقاهرة فى 8 ديسمبر عام 1896، وكان يهوى التصوير والتمثيل منذ الصغر، وكان يراسل عدة صحف ومجلات وشركات سينمائية أوروبية. بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى، سافر كريم إلى ألمانيا حيث تعلم فن المونتاچ والإخراج على يد المخرج الألمانى "فريتز لانج".
عاد كريم إلى مصر بعد سبع سنوات، ليصبح أول مخرج مصرى يضع أسساً لصناعة الأفلام الروائية فى مصر، وليصبح بحق أكثر سينمائى مصرى إستحواذاً على لقب "الأول".
فهو مثلاً “أول” ممثل ومصور مصرى، وذلك من خلال مشاركته بالتمثيل والتصوير فى فيلمى (الشرف البدوي)، و(الأزهار القاتلة)، من إنتاج "الشركة السينمائية الإيطالية المصرية للأفلام" عام (1917)، وذلك قبل سفره إلى أوروبا، ليتعلم أصول صناعة السينما التى عشقها.
وهو أيضاً “أول” مخرج مصرى لفيلم مصرى (روائى طويل)، وهو فيلم "زينب" الصامت إنتاج عام (1930) عن رواية الأديب محمد حسين هيكل. وهو نفس الفيلم الذى أعاد كريم إخراجه ناطقاً عام (1952).
كريم أيضاً كان "أول" مخرج لفيلم مصرى ناطق، وهو فيلم "أولاد الذوات"، بطولة يوسف وهبى عام (1932)، والذى تم تصوير معظم مشاهده فى باريس، وكذلك تسجيل وطباعة شريط الصوت، لعدم وجود هذه الأجهزة فى مصر في ذلك الحين، ليسبق بذلك فيلم "أنشودة الفؤاد" بعدة أيام، والذى يعتبر أول فيلم غنائى مصرى.
وقد حرص محمد كريم دائماً أن يكون الأول، كان "أول" من قدم مطربا مصريا ليقوم ببطولة فيلم سينما، وهو فيلم "الوردة البيضاء" (1933) بطولة محمد عبدالوهاب، ذلك الفيلم الذى حقق نجاحاً كبيراً وقتذاك، مما جعل عبد الوهاب يتمسك بمحمد كريم مخرجاً لجميع الأفلام السبعة التى قام بتمثيلها.
ولأن كريم دائماً هو الأول، فقد كان مخرجاً لـ"أول" فيلم مصرى يتم تصويره بالألوان الطبيعية بطريقة السينما سكوب، وهو فيلم "دليلة" (1956) بطولة شادية وعبد الحليم حافظ..
محمد كريم الذى أخرج (18) فيلما فقط، وشارك فى كتابة (12) فيلم منهم وقام بعمل المونتاچ لثلاثة من أفلامه وأنتج فيلم (جنون الحب) بل وعمل كماكيير فى بعض هذه الأفلام، كان أكثر من مجرد مخرج، فقد كان رائداً سينمائياً، أحدث نقلة نوعية فى السينما المصرية، وفتح الباب أمام أجيال جديدة من الفنانين وصانعى الأفلام. لذلك فليس من الغريب أن يكون اثنان من هذه الأفلام ضمن قائمة "أفضل 100 فيلم مصرى"، حسب إختيار النقاد على هامش "مهرجان القاهرة السينمائى الدولى" عام (1996) وهما فيلم "رصاصة فى القلب" (1944) وفيلم "زينب" الناطق (1952).
قبل وفاته بأربع سنوات، وإعترافاً من الدولة بقيمة محمد كريم فى صناعة السينما، قدمت له وزارة الثقافة المصرية منحة تفرغ، لكتابة تاريخ السينما المصرية، حيث عكف على البحث والدراسة، لكى يُخرج العمل المطلوب منه على أكمل وجه كما تعود فى كل أعماله، ولكن القدر لم يمهله، وعُهد بتكملة ما بدأه محمد كريم إلى المخرج أحمد كامل مرسى.
نال محمد كريم عدة جوائز، منها جائزة الدولة في الإنتاج والإخراج والسيناريو عام (1955)، وحصل على وسام الدولة في الفنون من الدرجة الأولى عام (1963). وبعد رحيل محمد كريم فى 27 مايو 1972، نال اسمه جائزة الدولة التشجيعية فى الفنون، تقديراً لفنان استطاع أن يعكس واقع المجتمع المصرى، ويضيف بصمة خاصة به على صناعة السينما، ليبقى اسمه خالدًا فى ذاكرة كل المهتمين بالفن السابع.

search