الأربعاء، 15 يناير 2025

09:51 م

كتب أكثر من 600 قصة ورواية ترجم بعضها إلى عدد من اللغات الأجنبية

اليوم.. ذكرى وفاة الأديب والروائي والصحفي الكبير إحسان عبد القدوس

السبت، 11 يناير 2025 02:30 م

السيد الطنطاوي

إحسان عبد القدوس

إحسان عبد القدوس

تهل اليوم 11 من شهر يناير 2025م ذكرى وفاة الأديب والروائي والصحفي الكبير إحسان عبد القدوس، حيث توفي يوم 11 يناير من عام 1992 ودفن بالقاهرة.

يعد الصحفي والأديب إحسان عبد القدوس، أصغر رئيس تحرير، حيث تولى إحسان رئاسة تحرير مجلة روز اليوسف، وعمره 26 عاما، وهي المجلة التي أسستها والدته، ثم تولي رئاسة تحرير جريدة أخبار اليوم من عام 1966 إلى عام 1968، ثم رئيساً لمجلس الإدارة، إلى جانب رئاسة التحرير في الفترة بين 1971 إلى 1974 ، وكتب سلسلة مقالات في مجلة أكتوبر.

أحدث عبد القدوس، نقلة نوعية في الرواية العربية، ووصل عدد ما قام بتأليفه أكثر من 600 قصة ورواية ترجم بعضها إلى عدد من اللغات الأجنبية، من أشهرها "الراقصة والسياسي" و"في بيتنا رجل"، و"لن أعيش في جلباب أبي"، التي تم انتاجها كمسلسل قام ببطولته الفنان نور الشريف.

وقد ولد إحسان عبد القدوس محمد رضوان عبد القدوس÷ في شهر يناير وهو الشهر الذي توفي فيه، وبالتحديد كان مولده في الأول من شهر يناير من عام 1919 بالقاهرة، لأب عمل مهندسا بمصلحة الطرق وكاتب ومؤلف أحب التمثيل وامتهنه، وأمه السيدة فاطمة والتي عرفت بالسيدة روز اليوسف، وهي من أصل لبناني تركي.

نشأت والدته فاطمة اليوسف يتيمة، فاحتضنتها أسرة مسيحية صديقة لوالدها، وبعد أن قررت الأسرة الهجرة إلى الولايات المتحدة الأميركية، طلب منها إسكندر فرح وهو صاحب فرقة مسرحية، التنازل عن فاطمة ليتولاها ويربيها فوافقت الأسرة، وهكذا بدأت قاطمة "روز اليوسف" حياتها في عالم الفن، مع اسكندر فرح.

إحسان عبد القدوس تربى في بيت جده لوالده الشيخ رضوان"، الذي تعود جذوره إلى الريف، وكان الجد من خريجي الأزهر الشريف، ويعمل رئيس كتاب بالمحاكم الشرعية، وفي نفس الوقت كانت والدته الفنانة والصحفية روز اليوسفـ تملك صالونا في بيتها لعقد ندوات ثقافية وسياسية، يشترك فيها كبار الشعراء والأدباء والسياسيين ورجال الفن. 

بدأ الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس دراسته، في مدرسة خليل آغا الابتدائية بالقاهرة حتى عام 1931، ثم في مدرسة فؤاد الأول حتى 1937، ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة القاهرة حيث تخرج 1942، لكنه لم ينجح في مهنة المحاماة فلم يستمر فيها.

بعد تخرجه انضم إلى أسرة تحرير مجلة "روز اليوسف" الأسبوعية، التي كانت والدته ترأس تحريرها، وبدأ يكتب المقالات السياسية، ومن أشهرها حملته الصحفية الناجحة التي تناول فيها صفقة "الأسلحة الفاسدة" للجيش المصري 1948، وبسبب تلك المقالات وغيرها تعرض عدة مرات لمحاولات اغتيال، كما دخل السجن الحربي مرتين عقب ثورة 1952.

ثم بدأ إحسان عبد القدوس في عام 1944 كتابة نصوص العديد من الأفلام، والقصص القصيرة والروايات، وهو ما جعله يقرر التفرغ تماما للصحافة والأدب، وأصبح في بضع سنوات صحفيا وكاتبا سياسيا وروائيا متميزا، وتهيأت له في مجلة "روز اليوسف"، الفرصة كاملة للعمل والنجاح.

أولى قصصه بعنوان "صانع الحب" ظهرت في عام 1948، ثم "بائع الحب" 1949، ثم القصة الطويلة "أنا حرة" 1954، التي تحولت إلى فيلم سينمائي، ثم توالت أعماله الأدبية.

يصل عدد ما ألفه أكثر من 600 قصة ورواية، منها 49 رواية حُولت إلى نصوص للأفلام، وخمس روايات حُولت إلى نصوص مسرحية، وتسع روايات أصبحت مسلسلات إذاعية، و10 روايات حُولت إلى مسلسلات تليفزيونية، إضافة إلى 65 رواية تـُرجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية.

من بين رواياته الشهيرة: "الوسادة الخالية"، "لا أنام"، "في بيتنا رجل"، "شيء في صدري"، "البنات والصيف"، "لا تطفئ الشمس"، "لا شيء يهم"، "الرصاصة لا تزال في جيـبي"، "الراقصة والسياسي"، "لن أعيش في جلباب أبي"، "يا عزيزي كلنا لصوص"، "الحب في رحاب الله".

أما في مجال الكتابة السياسية، فقد كانت له زاوية أسبوعية بعنوان "على مقهى في الشارع السياسي" في مجلة "أكتوبر"، خلال النصف الثاني من سبعينيات القرن العشرين، ثم هذه الزاوية انتقلت إلى "الأهرام" في الثمانينيات.

حصل كاتبنا الكبير إحسان عبد القدوس، على وسام الاستحقاق في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، ووسام الجمهورية في عهد الرئيس مبارك، كما نال جائزة الدولة التقديرية في الآداب 1989.

توفي الروائي والأديب الكبيرإحسان عبد القدوس يوم 11 يناير عام 1992.


 

search