من هو جوزيف عون الرئيس الجديد للبنان؟

بعد أكثر من عامين من الفراغ الرئاسي في لبنان، تتوجه الأنظار إلى العماد جوزيف خليل عون، قائد الجيش اللبناني، عقب انتخابه من البرلمان رئيسًا للجمهورية، بأغلبية 99 صوتًا من إجمالى 228 صوتًا، داخل البرلمان.

 يحظى عون باحترام داخلي ودولي، ويُعتبر الشخصية المناسبة لإخراج لبنان من أزمته السياسية الراهنة التي تعمّقت بفعل الانقسامات الداخلية والتدخلات الخارجية.

مولده ونشأته

وُلد جوزيف عون في 10 كانون الثاني/يناير 1964 في بلدة سن الفيل بقضاء المتن. 

تعود أصوله إلى بلدة العيشية في جنوب لبنان، ما يجعله ممثلاً لجزء كبير من النسيج الوطني اللبناني. ينتمي إلى الطائفة المارونية، الطائفة التي تقليديًا يشغل أحد أبنائها منصب رئيس الجمهورية، وفقًا للنظام الطائفي اللبناني.

حصل عون على إجازة في العلوم السياسية، تخصص الشؤون الدولية، إلى جانب إجازة جامعية في العلوم العسكرية. يتميز بإتقانه اللغتين الفرنسية والإنجليزية إلى جانب لغته الأم، ما يعزز من قدراته في التواصل مع الأطراف الدولية.

المسيرة العسكرية

بدأت رحلة جوزيف عون في الجيش اللبناني عام 1983، عندما التحق بالكلية الحربية كتلميذ ضابط. بعد عامين، تخرج برتبة ملازم، وبدأ مسارًا حافلاً بالمناصب القيادية والتدريبات المتخصصة.

على مدار مسيرته العسكرية، شارك عون في العديد من الدورات التدريبية داخل لبنان وخارجه، بما في ذلك دورات في الولايات المتحدة، مثل دورة المشاة عام 1988 وبرنامج مكافحة الإرهاب بين عامي 2008 و2009، كما تلقى تدريبات في سوريا، مثل دورة الصاعقة عام 1996.

ترقى عون عبر الرتب العسكرية، وصولًا إلى رتبة عميد ركن عام 2013، قبل أن يتم تعيينه قائدًا للجيش اللبناني في 8 آذار/مارس 2017، وهو المنصب الذي يشغله حتى الآن.

إنجازات عسكرية ومواقف وطنية

خلال فترة قيادته، نجح عون في تعزيز قدرات الجيش اللبناني رغم التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه البلاد. 

يُنسب إليه الدور الكبير في الحفاظ على استقرار البلاد في مواجهة التهديدات الأمنية، خاصة على الحدود مع سوريا، وفي مكافحة الإرهاب.

 وقد حصل على عدد كبير من الأوسمة العسكرية، أبرزها وسام الحرب ثلاث مرات، وسام الوحدة الوطنية، ووسام مكافحة الإرهاب.

حياته الشخصية

على الصعيد الشخصي، جوزيف عون متزوج من السيدة نعمت نعمة، ولهما ولدان، خليل ونور، بالإضافة إلى أحفاد. 

في مقابلة مع مجلة الجيش اللبناني عام 2020، وصفت زوجته المؤسسة العسكرية بأنها "الزوجة الثانية" لعون، مشيرة إلى تضحياته الكبيرة من أجل خدمة الوطن.

ترشحه للرئاسة

يأتي ترشيح جوزيف عون في وقت يعاني فيه لبنان من فراغ سياسي خانق منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون. 

يتمتع عون بدعم شعبي ودولي نتيجة سجله العسكري النظيف ومواقفه التي تركز على حماية سيادة لبنان بعيدًا عن التجاذبات السياسية.

بالإضافة إلى ذلك، يراه كثيرون مرشحًا قادرًا على بناء توافق وطني في ظل الانقسامات الحادة بين القوى السياسية اللبنانية. 

يمتلك عون رصيدًا كبيرًا من الثقة، خاصة بعد نجاحه في الحفاظ على حيادية الجيش في أوقات الأزمات.

الأزمة السياسية في لبنان

يعيش لبنان أزمة سياسية مستفحلة منذ سنوات، حيث لم يتمكن البرلمان من انتخاب رئيس جديد منذ انتهاء ولاية ميشال عون في تشرين الأول/أكتوبر 2022.

 زادت حدة الأزمة بسبب الانقسامات الداخلية بين الأحزاب السياسية والطوائف المختلفة، ما أدى إلى تعطيل المؤسسات الدستورية.

يتزامن ذلك مع انهيار اقتصادي غير مسبوق، حيث فقدت العملة الوطنية أكثر من 90% من قيمتها، وارتفعت معدلات البطالة والفقر بشكل كبير.

 في ظل هذه الظروف، بات اللبنانيون يبحثون عن قيادة قادرة على استعادة الاستقرار وإعادة بناء المؤسسات.

الآمال المرتبطة بجوزيف عون

يرى مراقبون أن جوزيف عون يمتلك الصفات اللازمة لإعادة بناء الثقة بين اللبنانيين، ولتعزيز علاقات لبنان مع المجتمع الدولي. ومع تزايد الدعوات لإنهاء الشغور الرئاسي، قد يكون انتخاب عون خطوة أولى نحو إخراج لبنان من أزمته.

رغم التحديات، يبقى السؤال: هل سيتمكن جوزيف عون من تحقيق التوافق المطلوب للوصول إلى قصر بعبدا؟ الأيام القادمة ستكون حاسمة في رسم مستقبل هذا البلد الذي ينتظر بفارغ الصبر قائدًا يقوده نحو الاستقرار والازدهار.

إقرأ أيضًا:

رسمياً.. جوزيف عون يؤدي اليمين الدستورية رئيسا للبنان

جوزيف عون يُنتخب رئيسًا للجمهورية اللبنانية بعد جولة تصويت ثانية

تعثر انتخاب رئيس جديد للبنان.. جوزيف عون يخفق في الجولة الأولى

من هى نعمت عون السيدة الأولى المتوقعة للبنان؟