الأربعاء، 12 مارس 2025

06:45 م

من هو اللواء جلال هريدي رئيس حزب حماة الوطن؟

الثلاثاء، 07 يناير 2025 02:06 م

الفريق جلال هريدى

الفريق جلال هريدى

تُوفي الفريق جلال هريدي، رئيس حزب حماة الوطن وأحد أبرز القادة العسكريين في تاريخ مصر، يوم الثلاثاء 7 يناير 2025، عن عمر يناهز 96 عامًا.

 ارتبط اسمه بمسيرة حافلة بالعطاء العسكري والسياسي، تاركًا وراءه إرثًا مشرفًا من الإسهامات الوطنية التي امتدت لعقود طويلة. 

هذا التقرير يستعرض أبرز المحطات في حياة هذا القائد الاستثنائي، مع التركيز على دوره العسكري.

النشأة والبداية العسكرية

وُلد جلال هريدي عام 1929، ونشأ في بيئة مصرية تقليدية غرست فيه قيم الانتماء والشجاعة. التحق بالكلية الحربية، حيث أظهر تميزًا في الأداء والانضباط، ليصبح لاحقًا أحد رواد تطوير القوات المسلحة المصرية. 

يُعد هريدي "الأب الروحي لسلاح الصاعقة"، إذ أسهم في تأسيس هذا السلاح الاستراتيجي الذي لعب أدوارًا حاسمة في حماية الأمن القومي المصري.

تأسيس سلاح الصاعقة

في خمسينيات القرن الماضي، أُرسل الملازم الشاب جلال هريدي إلى مدرسة المشاة الأمريكية "رينجرز" لتلقي تدريبات خاصة. 

تفوق هريدي بشكل لافت، متجاوزًا زملاءه من جنسيات متعددة، وعاد إلى مصر محملًا بالخبرات اللازمة لتأسيس فرقة الصاعقة. 

بمساعدة عدد من زملائه، قدم الفكرة إلى القيادات العسكرية، وحصل على دعم اللواء علي عامر والمقدم أحمد إسماعيل. في عام 1955، تم إنشاء أول فرقة صاعقة في منطقة أبو عجيلة بسيناء، وكان هريدي كبير معلميها.

تميزت التدريبات بمعايير صارمة، حيث اختُبرت قدرة المتقدمين على التحمل والشجاعة، مما أسهم في تشكيل قوات خاصة عالية الكفاءة. 

انضم لهذه الفرقة أسماء بارزة، مثل إبراهيم الرفاعي، الذي أصبح لاحقًا رمزًا للبطولة في حرب الاستنزاف.

الأدوار العسكرية البارزة

العدوان الثلاثي 1956

خلال العدوان الثلاثي على مصر، قاد هريدي عمليات نوعية لسلاح الصاعقة، تضمنت تدمير معسكرات بريطانية في بورسعيد وشن هجمات فدائية ضد القوات المعتدية. أثبتت هذه العمليات كفاءة الصاعقة المصرية وأظهرت قوة الإرادة العسكرية.

حرب 1967 وحرب الاستنزاف

كانت القوات التي أسسها هريدي في طليعة المواجهات خلال حرب 1967. 

المذكرات أن وحدات الصاعقة المصرية توغلت داخل إسرائيل ونفذت عمليات نوعية قبل أن يُطلب منها الانسحاب.

 كما لعبت دورًا محوريًا في معركة رأس العش، التي شكلت واحدة من أبرز نقاط الصمود المصري.

الأزمات والقرارات المصيرية

في أعقاب النكسة، واجه هريدي معضلات سياسية وعسكرية. تم تخييره بين العمل كملحق عسكري أو الإحالة إلى المعاش. اختار الأخيرة رفضًا للتهميش، وكان أول ضابط يعلن نبأ إحالته عبر الإذاعة.

النجاة من حكمين بالإعدام

تعرض هريدي لمحن كبيرة، كان أبرزها النجاة من حكمين بالإعدام. 

الأول في سوريا عام 1961، حين كان يقود القوات المصرية هناك خلال فترة الانفصال، وأُدين بتهمة التمرد وحُكم عليه بالإعدام في سجن المزة، حيث أُعلن تنفيذ الحكم زيفًا، وتلقت أسرته العزاء.

 الحكم الثاني كان في مصر، إثر اتهامه بالتآمر لقلب نظام الحكم، وخُفف الحكم لاحقًا إلى السجن المؤبد، وقضى سبع سنوات في السجون قبل أن يفرج عنه الرئيس أنور السادات لأسباب صحية.

الدور السياسي وتأسيس حزب حماة الوطن

بعد عقود من الخدمة العسكرية، عاد هريدي إلى الساحة العامة عقب ثورة 30 يونيو 2013.

 أطلق حزب حماة الوطن، الذي أصبح منصة لدعم الاستقرار السياسي وتعزيز الأمن القومي. 

شغل منصب رئيس الحزب وعضو مجلس الشيوخ، حيث عمل على تقديم رؤى مستنيرة مستندة إلى خبرته العسكرية الطويلة.

لعب الحزب دورًا بارزًا في المشهد السياسي، مستهدفًا رفع الوعي العام ومواجهة التحديات التي عصفت بالبلاد، وخاصة تلك المتعلقة بالأمن القومي.

التكريم والإرث

حصل الفريق جلال هريدي على العديد من الأوسمة والجوائز تقديرًا لإسهاماته. في عام 2012، كُرم على مسيرته الوطنية الحافلة.

 يُعد إرثه مثالًا يُحتذى به للأجيال القادمة، فقد مثّل نموذجًا للقائد الذي يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.

إقرأ أيضًا:

من هو محمد فاروق عبد المنعم رجل الاعمال المثير للجدل؟

من هو السير محمد لطفى منصور الذى قهر السرطان ليصبح من أغنياء العالم؟

search