الأربعاء، 05 فبراير 2025

05:00 م

أحمد محارم يكتب: عبد الباسط ديلون وسائق التكتوك

الإثنين، 06 يناير 2025 11:11 ص

أحمد محارم

أحمد محارم

فى عام ١٩٨٠ كانت هناك زيارة للشيخ القارىً عبد الباسط عبد الصمد، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، بدعوة من الديوان الأميري، لاحياء ليالى شهر رمضان فى الجامع الكبير بمدينة أبو ظبى، وحظيت هذه الزيارة باهتمام كبير على المستويات الرسمية والشعبية. 

كانت اقامة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد فى فندق رمادا، حيث كنا مجموعة من الشباب المصرى نعمل هناك فى وظائف متعددة. طوال ايام شهر رمضان كانت قاعة الاحتفالات تشهد افطارا رمضانيا يوميا، بدعوة من قيادات الجاليات العربية والاسلامية المقيمة فى دولة الإمارات. كنا سعداء ان نكون متواجدين وقريبين، من الشيخ عبد الباسط عبد الصمد. 

فى ليلة القدر رافقناه إلى الجامع الكبير حيث صلاة العشاء والتراويح والقراءة، التي لاقت اعجاب واحترام الحاضرين من جنسيات عديدة. 

عدنا وسهرنا معه بالفندق حتى مطلع الفجر ، وسألته ان كان من الممكن ان اجرى معه حديثا اذاعيا مسجلا، وفعلا وافق على إجراء هذا الحديث. 

من ضمن الأسئلة، طرحت عليه سؤالا عن عدد أبنائه، وكان رده: الحمد لله احد عشر كوكبا. 

كان من ضمن أولاده، ابنه القاريء طارق عبد الباسط عبد الصمد، والذى سعدنا وشرفنا بوجوده معنا فى مسقط عاصمة سلطنة عمان عام ١٩٩٦.

سؤال آخر وجهته إليه، وهو ان واحدا من الصحفيين كتب مقالا، أشار فيه إلى ان هناك تشابها بين الشيخ عبد الباسط وبين الممثل العالمى المشهور آلان ديلون، وكان عنوان المقال “عبد الباسط ديلون”. ابتسم الشيخ عبد الباسط وقال نعم يخلق من الشبه أربعين.

 وفي سؤال آخر عن المواقف الصعبة التى تعرض لها خلال سفراته حول العالم، حكى لي عن رحلته إلى المانيا، ولقاءه بالجاليات العربية والمسلمة هناك، وأضاف: فى رحلة العودة إلى مصر كانت هناك فى ميونخ حالة استنفار امنى بسبب تعرض الوفد الرياضى الاسرائيلى لهجوم، وكان بالمطار مدرب نادى الزمالك، والذى تعرف على الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، وفتحت له قاعة كبار الزوار رغم ظروف القلق التى كانت حاضرة بالمطار. 

وبالصدفة شاهدت تسجيلا على يوتيوب لشاب مصرى يقود تكتوك فى احد شوارع مصر ، أوقفه مقدم برنامج مسابقات ليسأله بعض الاسئلة، وفي حال أجاب إجابة صحيحة عليها، كانت له جائزة مالية، واتضح أن الشاب سائق التكتوك يحفظ القرآن، ويجيد تقليد اصوات عدد من مشاهير القراء ومنهم الشيخ عبد الباسط عبد الصمد.

 الجميل فى الموضوع ان هناك صورة ذهنية قد تكون غير واقعية أو ظالمة لكل من يقود تكتوك، هذا الشاب نقلنا إلى مساحة اخرى جديدة، وكان من المهم ان نعرفها ونشير اليها، وهي أن مجتمعنا المصرى لا يزال بخير، ويحمل  العديد من المفاجآت الأيجابية كل يوم. 

اعجبنى ان مشاهدات هذا الفيديو قد تجاوزت ١٠٠ الف مشاهدة، وهذا مؤشر جيد. الجديد فى الأمر أن الشريط المكتوب اسفل الفيديو، أشار الى ان الشاب القارئ واسمه محمد ابو سيف يدعو من عنده موهبة الصوت الجميل ان يتواصل معه. 

والسؤال: من الذى يمكن ان يتبنى الكثير من المواهب فى مصر؟.. أتمنى لو أن الأحزاب أو بعض المؤسسات تهتم بهذا الموضوع، كنوع من التفاعل والتواجد مع ابناء المجتمع.

search