الخميس، 06 مارس 2025

02:45 م

بالأسود.. لبلبة تشارك في عزاء الراحل بشير الديك

الخميس، 02 يناير 2025 08:59 م

إسراء علي

لبلبة

لبلبة

حضرَت الفنانة لبلبة لتقديم واجب العزاء في وفاة السيناريست بشير الديك، وذلك في مسجد الشرطة بمنطقة السادس من أكتوبر.

بدأ منذ قليل عزاء السيناريست الراحل بشير الديك بمسجد الشرطة في منطقة السادس من أكتوبر، حيث تجمّع عدد من محبيه وزملائه في الوسط الفني لتقديم واجب العزاء، في مشهد يعكس المكانة الرفيعة التي كان يتمتع بها الفقيد في عالم الفن.

تلك اللحظات جاءت لتؤكد على مدى تقدير الجميع لجهوده وعطائه في مجال السينما، وهو ما يظهر جليًا في حضور العديد من الأسماء اللامعة التي شاركته مشواره الفني.

بشير الديك، الذي توفي بعد صراع طويل مع المرض، يعد واحدًا من أبرز الكتاب السينمائيين في تاريخ السينما المصرية.

وُلد في مدينة دمياط عام 1944، ودرس في كلية التجارة بجامعة القاهرة حيث حصل على شهادة بكالوريوس التجارة في عام 1966.

ورغم دراسته في مجال التجارة، لم تكن هذه التخصصات التقليدية عائقًا أمام شغفه العميق بالأدب والكتابة، بدأ مسيرته الأدبية في مجال الصحافة والمجلات الأدبية، وشارك في العديد من الدورات الأدبية التي ساهمت في صقل موهبته الأدبية وتوجهاته الفنية.

بداية مشواره السينمائي كانت مع فيلم "مع سبق الإصرار" عام 1978، حيث كتب له القصة والحوار وأخرجه المخرج أشرف فهمي، ورغم أن هذا الفيلم كان بداية مشواره في مجال الكتابة السينمائية، فإن الديك استطاع أن يثبت نفسه بسرعة كأحد أبرز السيناريستات في مصر بفضل قدرته الفائقة على تناول القضايا الاجتماعية والسياسية بعين فنية وعميقة، وقد انعكست تلك القدرة في تعاونه المميز مع المخرج عاطف الطيب، الذي يُعتبر من أبرز المحطات في حياته المهنية.

شراكة بشير الديك مع عاطف الطيب كانت محورية في مسيرته، فقد كتب العديد من الأفلام التي تركت بصمة واضحة في السينما المصرية، من بين هذه الأفلام التي حققت نجاحًا جماهيريًا ونقديًا كبيرًا: "سواق الأتوبيس"، "ضربة معلم"، "ضد الحكومة"، "ناجي العلي"، "ليلة ساخنة"، "شبكة الموت"، و"عصر القوة".

هذه الأفلام لم تكن مجرد أعمال فنية، بل كانت تمثل رسائل اجتماعية وسياسية تعكس قضايا هامة ومعاناة الناس في المجتمع المصري، وقد اتسمت أفلامه بالجرأة والواقعية، حيث لم يكتفِ بتناول الحياة اليومية بل تطرق إلى الأبعاد السياسية والاجتماعية المعقدة، مما جعله يحظى باحترام الجمهور والنقاد على حد سواء.

بشير الديك كان يُعرف بقدراته الفائقة في معالجة القضايا الإنسانية والاجتماعية بأسلوب سينمائي فريد، كان دائمًا يسعى إلى تسليط الضوء على القضايا المهمة التي تهم المجتمع، من خلال أفلام تتسم بالعمق الفكري وتناول الواقع بصدق وواقعية، بفضل هذه الموهبة الكبيرة، أصبح واحدًا من أبرز وأهم السيناريستات في تاريخ الفن المصري.

لقد ترك بشير الديك إرثًا سينمائيًا لا يُنسى، وعمل على تغيير شكل السينما المصرية بفضل إبداعه وتفانيه في نقل القضايا الاجتماعية والسياسية إلى الشاشة الفضية بطريقة مميزة، ولا شك أن مسيرته ستظل محط تقدير الأجيال القادمة، وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة السينما المصرية التي لن تنسى أعماله المبدعة التي لطالما أثرت في المجتمع.

يظل السيناريست الراحل بشير الديك رمزًا من رموز الإبداع في السينما المصرية، حيث ترك بصمة عميقة في تاريخ الفن السابع من خلال أعماله المميزة التي تناولت قضايا اجتماعية وإنسانية بجرأة وواقعية.

رحيله يمثل خسارة كبيرة للمجتمع الفني، ولكن أعماله ستظل حية، تلهم الأجيال القادمة وتعيد تسليط الضوء على القضايا التي عالجها بأسلوبه الفريد.

يبقى بشير الديك في ذاكرة محبيه وزملائه من خلال إرثه الفني الذي لن يمحى، وستظل أعماله شاهدة على مسيرته العظيمة التي أسهمت في تشكيل هوية السينما المصرية.

search