الأربعاء، 05 فبراير 2025

04:51 م

محمد مطش يكتب: بداية جديدة.. أمل جديد

الأربعاء، 01 يناير 2025 09:56 ص

محمد مطش

محمد مطش

محمد مطش

عام مضى بكل ما فيه من آلام وأفراح، نجاح وإخفاق، أمل وتحدى، إنتصار وهزيمة، والآن يحل علينا عام جديد نتطلع فيه لأمل جديد بمعطيات مختلفة وتحديات عدة وكثيرة.


ومع بداية كل عام تُبعث داخلنا جميعا روح من الأمل والتفاؤل لما نرغب في تحقيقه ونسعى لتنفيذه مع مطلع العام الجديد. 

لكل منا هدف يسعى لتحقيقه ويحاول بشتى الطرق تسخير كل الجهود وتذليل جميع العقبات وما نملكه من إمكانيات لتنفيذ أحلامنا وتحويلها إلى واقع ملموس.


ومن هذا المنطلق لابد ان يراجع كل منا نفسه، فمع بداية العام الجديد نجد الكثير من الذين يقفون مع أنفسهم وقفة محاسبة مع الذات، و تأمل وتقييّم لما مضى مما كسبت النفس وما أنجزت من أعمال مفيدة لها وللمقربين من حولها وللمجتمع وللوطن.

 يذكر علماء النفس والاجتماع بأن الذين يحاسبون أنفسهم ويقيّمون ما قاموا به بين فترة وأخرى هم أكثر الذين يحققون الإنجازات في حياتهم، لأن أخذ العِبر من الأخطاء والانجازات أمر في غاية الأهمية هو سلوك ايجابي بلا شك، ولا يجعل المشاكل الصغيرة تتراكم لأنها إذا تراكمت تكون مزعجة ومضرة جدا بالإنسان وتتفاقم، ويصبح علاجها أمرا عسيرا، لذلك فإن محاسبة النفس والوقوف معها بين فترة وأخرى تجعل الانسان في وضع يمكنه من تجاوز المعوقات في حياته.


ولكي يتم تقييم الذات بصورة فاعلة لابد من الأخذ في الاعتبار عدة أمور هامة لا يمكن الاستغناء عنها أولها؛ مواجهة النفس، التعرف على ادوارنا في الحياة وما يجب فعله وما ينبغي الابتعاد عنه، تدوين وتسجيل أسمي المعاني التي نقوم بها من تطوير الذات والعلاقة بالله والعمل والدراسة، التعرف على مميزات الشخصية والعمل الدائم على تجويدها وتطويرها، الوقوف على الأخطاء لمعرفة أسبابها وكيفية التخلي عنها او الحد منها لتهيئة مناخ ملائم للعيش، تحديد القيم والمبادئ الأساسية والتي تعد بمثابة خطوط حمراء لا يمكن اغفالها او التجاوز عنها، لابد من التركيز على مسببات السعادة في حياتنا والاحتفاظ بها لأنها بمثابة عجلة الدفع التي تحرك الانسان للأمام.

 أيضا لابد من الاحتفاظ بالأصدقاء المقربين والزملاء الأعزاء الذي يصعب الحياة من دونهم ولدورهم الإيجابي في حياة الانسان، لابد من وجود قدوة يحتذى بها وتكون بمثابة المثل الأعلى الذي نسعى للاقتراب منه او السير على خطاه واخيراً لابد من مراجعة وتقييم الأهداف الشخصية لمعرفة ما تحقق منه وما لم يتم حتى نسعى لتحقيقه ومعرفة أسباب التأخير عما لم يتحقق.


مع بداية العام الجديد نتمنى رجوع القيم والمبادئ السامية التي كانت سمة الشعوب العربية والمجتمعات الشرقية الاصيلة فنجد الصغير يحترم الكبير، والكبير يعطف ويحنو على الصغير. 

اتمنى أن تعود اخلاقيات العمل كما كانت فتسود حالة من الوئام بين الرؤساء والمرؤوسين وبين الطلاب وأساتذتهم وبين العمال ومشرفيهم. 

اتمنى رؤية مجتمع قوى يجمعه الحب والتعايش والسلام فلا نميز بين أبناء الجيل الواحد ولا نفرق بين أطياف المجتمع بمسلميه ومسيحييه، شبابه شيوخه، رجاله ونساءه. مع بداية العام الجديد أتمنى أن أرى النظافة تزين شوارعنا والتعليم يعود لسابق عصره بمواد دراسية تتماشى مع متطلبات وتحديات العصر الحديث وتخلو من التعقيدات المنهجية. 

أتمنى أن يتحلى المجتمع بالثقافة وتعليم الذات والبحث الدائم على التطوير والتجديد كارهين لجميع صور التطرف المنبوذ بكل صوره وأشكاله. 

أتمنى أن أرى بلدي مصر في الصدارة بكل شيء فنجد تحسن في الخدمات السكانية والبنية التحتية والطرق والكباري وشبكات الصرف والكهرباء.


مع بداية عام جديد نأمل أن يزول الفساد وإجهاض كل محاولات السرقة والنهب والتربح والمحسوبية والرشاوى واستغلال النفوذ والوساطة.

 ونأمل أن يكون للمجال الرياضي والفني دورًا حيويًا في حياة الشعوب لأن فيهما غذاء للروح والعقل وتهذيبا للسلوك والأفعال. 

وكل ما سبق لا يمكن أن يتم إلا بالعمل فهو مفتاح النجاح، العمل قادر على تحقيق الصعاب وتحويل الحلم لحقيقة. 

فلا يتحقق الرخاء والتقدم ولا يتذوق الشعوب جمال وروعة الفن والثقافة ولا تتحسن الطرق والمنشآت والكباري ولا ينهض التعليم والتطوير إلا بالعمل.


إن العمل هو حقًا عنوان أي تقدم، ولعل التعايش والسلام بين الشعوب هو السبيل لبناء مجتمعات قوية وقادرة على مواجهة التحديات.

 نتمنى لشعوبنا العربية عامًا سعيدًا مليئًا بالنجاحات والازدهار، وأن تواصل مصر الحبيبة مسيرتها القوية نحو مستقبل مشرق واعوام من البناء والنماء.

search