الأربعاء، 08 يناير 2025

09:46 م

جيمي كارتر.. من الرئاسة إلى العمل الإنساني: رحلة حياة حافلة بالعطاء

الإثنين، 30 ديسمبر 2024 12:45 ص

محمد عماد

الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر

الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر

يُعد جيمي كارتر، الرئيس التاسع والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية، واحدًا من أبرز الشخصيات التي جمعت بين القيادة السياسية والالتزام الإنساني.

 وُلد كارتر في الأول من أكتوبر 1924 في بلدة صغيرة تُدعى بلاينز بولاية جورجيا، لعائلة متواضعة تعمل في زراعة الفستق، وهي بيئة شكلت شخصيته التي اتسمت بالتواضع والعمل الجاد.

النشأة والتعليم

نشأ كارتر وسط مجتمع ريفي بسيط، حيث تعلم قيم المسؤولية والاجتهاد. تفوق دراسيًا، ما أهّله للالتحاق بالأكاديمية البحرية الأمريكية، حيث تخرج عام 1946 بمرتبة الشرف. خلال خدمته في البحرية الأمريكية، عمل في برنامج تطوير الغواصات النووية، مما رسخ مكانته كقائد ذي رؤية استثنائية.

البداية السياسية

عاد كارتر إلى جورجيا بعد وفاة والده ليتولى إدارة مزرعة العائلة. هناك، أدرك أهمية تحسين أوضاع المجتمع المحلي، فدخل عالم السياسة. في عام 1962، انتُخب عضوًا في مجلس شيوخ ولاية جورجيا، قبل أن يصبح حاكمًا للولاية عام 1970. خلال فترة حكمه، ركز على قضايا العدالة الاجتماعية والمساواة العرقية، ما أكسبه سمعة طيبة على المستوى الوطني.

في البيت الأبيض

في عام 1976، ترشح كارتر للرئاسة كممثل عن الحزب الديمقراطي، واستطاع التغلب على الرئيس الجمهوري آنذاك، جيرالد فورد، ليبدأ ولايته في يناير 1977.
تميزت رئاسته بتوجهاتها الإنسانية وسياساتها المبتكرة، ومن أبرز إنجازاته:

  • اتفاقية كامب ديفيد (1978): توسط بين مصر وإسرائيل، مما أدى إلى توقيع أول اتفاقية سلام بين البلدين، وهو إنجاز تاريخي لا يزال يُذكر له.
  • السياسات الطاقوية: أطلق مبادرات لتقليل الاعتماد على النفط المستورد وتعزيز الطاقة المتجددة.
  • معاهدات قناة بنما: أسهم في إنهاء السيطرة الأمريكية على قناة بنما، ما عزز العلاقات مع دول أمريكا اللاتينية.
  • حقوق الإنسان: جعل حقوق الإنسان محور السياسة الخارجية الأمريكية، لكنه واجه تحديات كبيرة، أبرزها أزمة رهائن السفارة الأمريكية في إيران.

الحياة بعد الرئاسة

بعد مغادرته البيت الأبيض في 1981، كرّس كارتر حياته للعمل الإنساني، فأسس "مركز كارتر" عام 1982، وهو مؤسسة ركزت على تعزيز الديمقراطية، مراقبة الانتخابات، محاربةالأمراض، ودعم السلام العالمي.

  • في عام 2002، حصل على جائزة نوبل للسلام تقديرًا لجهوده في حل النزاعات الدولية ومكافحة الفقر.
  • عمل مع منظمة هابيتات فور هيومانيتي لبناء المنازل للمحتاجين، مما عزز صورته كقائد شعبي قريب من الناس.

الجانب الشخصي

تزوج كارتر من روزالين سميث عام 1946، واستمر زواجهما لأكثر من 75 عامًا، ليكونا نموذجًا للحب والشراكة. أنجبا أربعة أبناء، وشكّلت عائلته دعمًا أساسيًا له في مسيرته.

إرث خالد

برحيله، يُترك إرث كارتر شاهداً على قائد جمع بين السلطة والسياسة وبين الإنسانية والرحمة. ستظل إنجازاته، سواء في البيت الأبيض أو خارجه، علامة فارقة في التاريخ الأمريكي، تُلهم الأجيال القادمة بأهمية أن تكون السياسة في خدمة الإنسان، لا العكس.


وفاة الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الحائز على جائزة نوبل للسلام

غرفة رأس الخيمة وقنصلية باكستان تبحثان التعاون المشترك في قطاعات عدة

سبعة أيام في أوكلاند – كاليفورنيا بالولايات المتحدة (تقرير)

search