أسمهان عملى المميز.. والولادة من الخاصرة انطلاقتي
سلاف فواخرجي لـ«المصري الآن»: «سلمى» صورة للمرأة السورية القوية (حوار)
السبت، 28 ديسمبر 2024 10:52 م
إسراء علي
سلاف فواخرجي
تُعتبر الفنانة السورية سلاف فواخرجي من أبرز الأسماء في الساحة الفنية العربية، حيث تمكنت من تقديم العديد من الأدوار المتميزة التي تركت بصمة واضحة في قلوب جمهورها، بدأت مسيرتها الفنية من خلال أعمال درامية وسينمائية أثبتت فيها موهبتها الكبيرة وقدرتها على تقديم شخصيات متنوعة، مما جعلها تحظى بشهرة واسعة في سوريا والعالم العربي، تميزت فواخرجي بتقديم شخصيات معقدة تعكس التنوع بين القوة والضعف في وقت واحد، ما جعل أعمالها جزءًا من الذاكرة الفنية العربية، مثل مسلسل "أسمهان"، "الولادة من الخاصرة"، "أحلام لا تموت"، و"سلمى".
لكن، مثل الكثير من الفنانين في سوريا والعالم العربي، لم تكن مسيرتها خالية من التحديات، فقد عاشت في ظل الظروف الصعبة التي مرت بها الدراما السورية نتيجة الأزمة السياسية في البلاد، رغم هذه الصعوبات، استمرت سلاف في العمل، حيث قدمت أعمالًا تعكس حبها للفن وإيمانها برسالته في رفع الروح المعنوية للجمهور خلال الأوقات العصيبة، نكتشف المزيد عن مسيرتها الفنية، التحديات التي واجهتها، وأحدث مشاريعها المستقبلية، لتكون نموذجًا للإصرار على الاستمرار رغم الظروف، وفى حوار خاص مع «المصري الآن» تحدثت الفنانة سلاف فواخرجي قائلة:
• حدثينا عن رحلتك الفنية منذ بداياتك حتى الآن؟
بدأت مسيرتي الفنية من السينما بفيلم "الترحال"، حيث كان لدي شغف كبير بهذا المجال منذ طفولتي، ثم انتقلت إلى التلفزيون وقدمت العديد من الأعمال الهامة، كانت المسيرة مليئة بالتحديات والفرص، وكل مرحلة كانت تعلمني وتمنحني خبرات جديدة، دائمًا كنت أسعى للتنوع وعدم تكرار نفسي في أدواري، وهو ما حاولت تحقيقه من خلال اختياراتي للأعمال.
• هل هناك دور معين تعتقدين أنه كان الأكثر تأثيرًا في حياتك الفنية والشخصية؟
كل دور قدمته كان له تأثير خاص، لكن إذا كان عليّ أن أختار، أعتقد أن مسلسل "أسمهان" كان من الأعمال المميزة بالنسبة لي، فقد حمل العديد من التحديات الفنية، وكذلك مسلسل "الولادة من الخاصرة" الذي شكل نقطة تحول في مسيرتي، حيث قدمت دورًا مختلفًا تمامًا عن أي شيء سبق وقدمتُه، وأتاح لي فرصة لإظهار جانب آخر من إمكانياتي كممثلة.
• هل ترى أن الدراما السورية اليوم تسير في الاتجاه الصحيح، وما هي التحديات التي تواجهها؟
الدراما السورية كانت دائمًا تتميز بخصوصيتها، ولكن في الظروف الحالية، هناك تحديات كبيرة، مثل صعوبة الإنتاج ونقص بعض الإمكانيات التقنية. رغم ذلك، لا يزال هناك مجموعة من المبدعين الذين يعملون على تقديم أعمال ذات جودة عالية.
• كيف قمت بتجسيد شخصية "سلمى"؟
شخصية "سلمى" تمثل الكثير من النساء في العالم العربي، وخاصة في سوريا "سلمى" هي امرأة تعرضت لتدمير أحلامها البسيطة، وتحولت حياتها من حلم صغير إلى حلم معقد بسبب الظروف الصعبة، الشخصية تعكس واقع الكثير من النساء السوريات اللواتي واجهن تحديات كبيرة في حياتهن بسبب الحرب والصراعات.
في البداية، كان حلم "سلمى" بسيطًا: أن تعيش في منزل صغير وتبني حياتها بشكل طبيعي، ولكن بسبب الأحداث التي تجري في بلدنا، تجد نفسها تواجه أكبر التحديات، سواء من خلال فقدان منزلها أو من خلال مسؤوليات أكبر، هي معلمة، كرست حياتها لعائلتها ولعملها، لكنها تجد نفسها أمام مسؤولية أكبر تجاه مجتمعها، حيث تتوجب عليها اتخاذ قرارات هامة.
شخصية "سلمى" هي صورة للمرأة السورية القوية، المعطاءة، التي ترفض الاستسلام وتكافح من أجل العدالة، حتى لو كانت الظروف ضدها.
• لماذا قررت المشاركة في هذا العمل؟
عندما قرأت سيناريو العمل لأول مرة، شعرت أنه يعبر عن حال السوريين بشكل عميق وواضح، كان موضوع العمل يشدني بشدة، حيث يلامس الواقع الذي نعيشه جميعًا في سوريا، في البداية، كانت لدي بعض المخاوف، خاصة أن العمل يتناول قضايا حساسة ويعكس واقعًا صعبًا، كنت أتوقع أن تواجهنا بعض الصعوبات أثناء التصوير، ولكن كان العكس تمامًا العمل جرى بسلاسة، وكان هناك حرية كبيرة في التعبير، كما أن الرقابة كانت مرنة للغاية مما ساعد على تقديم القصة بشكل واقعي وحقيقي.
• هل الفيلم مستوحى من قصة حقيقية؟
نعم، الفيلم مستوحى من قصة حقيقية، حيث يتناول قضية مجتمعية هامة تتعلق بالواقع السوري، كما أن القصة تدور حول امرأة سورية تواجه تحديات كبيرة في حياتها نتيجة الأزمات التي تمر بها بلادها، والفيلم يتحدث عن تأثير الحروب والصراعات على الحياة اليومية للناس، وكيف أن هذه الأحداث تؤثر بشكل عميق على الأفراد، شخصية "سلمى" هي مثال حي للمرأة السورية التي لا تكتفي بحماية أسرتها فقط، بل تتخذ قرارات هامة تسهم في تحسين المجتمع بشكل عام، بالإضافة إلي أن الفيلم يعكس تأثير الزلزال الذي ضرب سوريا، وهو بمثابة انعكاس للزلزال الشخصي الذي تعيشه "سلمى" بعد أن فقدت كل ما كان يهمها.
• لماذا قررت المشاركة في إنتاج الفيلم؟
منذ بداياتي في الفن، كنت دائمًا أحب السينما وأؤمن بقوة الصورة في نقل الواقع والمشاعر، كوني سورية، كان من المهم بالنسبة لي أن أشارك في تقديم صورة حقيقية لبلدي عبر السينما، كنت أرغب في أن أكون جزءًا من عملية الإنتاج لضمان أن نعرض فيلماً يروي حقيقة الوضع السوري بشكل دقيق. كانت رغبتي في المشاركة تتعدى مجرد التمثيل إلى ضرورة أن نكون جزءًا من صناعة السينما التي تقدم صورة صادقة عما يحدث في سوريا، في النهاية، هدفنا هو أن نعرض الحقيقة لعله يساعد في تحقيق التغيير، وأدعو جميع الفنانين السوريين، سواء كانوا ممثلين أو منتجين، للمشاركة في هذا النوع من الأعمال التي تساهم في نقل واقعنا إلى الجمهور.
• ما هو المشهد الأصعب في "سلمى"؟
المشهد الذي أعتبره الأصعب في الفيلم هو المشهد الذي أتعرض فيه للانهيار العاطفي أمام المحكمة، حيث أكون محاطة بالأوراق وألقيها من حولي، هذا المشهد يعكس حالة مؤلمة عاشها الكثيرون في سوريا، حيث نتحول إلى مجرد أرقام أو أوراق في السجلات، التصوير كان صعبًا جدًا لدرجة أنني فقدت صوتي بعده من شدة التأثر، لم أكن أستدعي مشاعر من مواقف حياتية خاصة، لكنني تأثرت بكل ما يحدث من حولنا في الواقع.
• كيف رأيت فكرة ترشح بطلة الفيلم للانتخابات؟
فكرة ترشح "سلمى" للانتخابات لم تكن غريبة على المرأة السورية، المرأة السورية كانت دائمًا في المقدمة، سواء في السياسة أو في العمل الاجتماعي، في الفيلم، "سلمى" تقرر الترشح للانتخابات كي تمثل صوت الناس وتدافع عن حقوقهم، خاصة حقوق المرأة التي تتعرض لانتهاكات في المجتمعات العربية، هذا يعكس الدور الريادي الذي يمكن أن تلعبه المرأة في إحداث التغيير في المجتمع، وهو ما يتماشى مع الواقع الذي نعيشه.
• ما أهمية تناول القضايا المجتمعية في الأعمال السينمائية؟
الفن هو مرآة المجتمع، من خلال الأفلام والمسلسلات، يمكننا أن نعرض قضايا المجتمع وما يواجهه من تحديات بطريقة تؤثر في الناس وتدفعهم للتفكير في الواقع الذي يعيشونه، في فيلم "سلمى"، نعرض قضايا اجتماعية مهمة مثل العدالة، حقوق الإنسان، دور المرأة في المجتمع، وكذلك التحديات التي تواجهها في ظل الظروف الصعبة، هذا النوع من الأعمال يساعد في توعية الناس بالقضايا الحقيقية، ويعزز الحاجة للتغيير والنهوض بالمجتمع، الفن ليس مجرد وسيلة للترفيه، بل هو وسيلة قوية لنقل رسائل هامة للمجتمع.
• كيف كان التعاون مع المخرج جود سعيد؟
تعاونت مع المخرج جود سعيد في العديد من الأعمال، وهو مخرج متمرس وله رؤية خاصة جدًا في العمل، هو ليس فقط مخرجًا ماهرًا، بل هو شخص يهتم بالقضايا السورية بشكل عميق، وهو ما يجعل التعاون معه ممتعًا ومثمرًا، الأفلام التي أخرجها جود دائمًا ما تحمل رسالة واضحة وصادقة للجمهور، ولهذا فأنا أشعر براحة كبيرة في العمل معه.
• ما هي مشاريعك المستقبلية؟
أنا حالياً أستعد للعمل في مسلسل جديد بعنوان "ليالي روكسي"، والذي من المقرر أن يعرض في رمضان 2025. المسلسل تدور أحداثه في سوريا خلال عشرينيات القرن الماضي، وتحديدًا في عام 1928، وهو من تأليف مجموعة من الكتاب الموهوبين مثل محمد عبد العزيز، شادي كيوان، ومعن سقباني، وهو من إنتاج شركة “أفاميا”، المسلسل سيتناول قصة مثيرة تتعلق بتلك الفترة التاريخية، وأنا متحمسة جدًا لهذا المشروع.
• كيف كان شعورك بعد عرض فيلم "سلمى" في مهرجان القاهرة السينمائي؟
كان شعورًا مميزًا للغاية، مهرجان القاهرة السينمائي هو من أهم المهرجانات في المنطقة، وعرض الفيلم فيه يمثل خطوة مهمة في مسيرتي الفنية، شعرت بالفخر للمشاركة في هذا المهرجان، خاصة أن العرض كان عالميًا أولًا. لكن، رغم السعادة بعرض الفيلم، كان هناك حزن كبير بسبب رحيل الفنان عبداللطيف عبدالحميد الذي شارك في الفيلم، وغيابه كان له تأثير كبير علينا جميعًا.
• هل اختلف إحساسك بالتمثيل بعد تجربتك في الإخراج؟
لا أعتقد أن تجربتي في الإخراج قد غيرت من إحساسي بالتمثيل. أنا ممثلة في الأساس، ولا أعتبر نفسي مخرجة رغم أنني قد قمت بتجربة إخراجية واحدة، التمثيل هو الشيء الذي أحببته منذ البداية، وأنا أتمتع بالتعامل مع المخرجين الذين يقدرون أفكار الممثلين. على الرغم من أنني قدمت بعض الاقتراحات أثناء عملي، فإنني أؤمن بأن العمل الفني يجب أن يكون جماعيًا وأن المخرج هو القائد الذي يوجهنا.
• ما هو موقف ابنة أسمهان، الأميرة كاميليا حسن الأطرش، بعد علمها بتجسيدك لشخصية والدتها؟
بعد علم الأميرة كاميليا بتجسيدي شخصية والدتها، دعَتني إلى منزلها. كان اللقاء رائعًا، وكان مليئًا بالمشاعر والذكريات العميقة، لم يكن اللقاء مجرد تعارف بين شخصين، بل كان لقاء بين أم وابنتها. هذه اللحظات كانت مفعمة بالعاطفة، ولم أشعر إلا بكاميليا كابنتي، وكان اللقاء مؤثرًا جدًا حيث تبادلنا دموعًا ومشاعر صادقة لم تكن في الحسبان.
• كيف أثرت تلك الظروف على حياتك الشخصية والفنية؟ وهل تراجعت فرص العمل في الفترة الأخيرة؟
بالتأكيد، الحرب كان لها تأثير كبير على الجميع، بما فيهم الفنانون، الأوضاع الصعبة في سوريا أدت إلى توقف العديد من المشاريع الفنية، واختفاء بعض المنصات التي كانت تعرض الأعمال السورية، لكن، رغم كل هذه التحديات، كان علينا الاستمرار، الفن يحمل رسالة، وكان من واجبنا تقديم أعمال تخفف من معاناة الناس، لذلك واصلت العمل على الرغم من الظروف الصعبة، وشاركت في مشاريع تحمل رسالة أمل وتفاؤل.
• هل تعتقدين أن الفن يمكن أن يكون وسيلة للتغيير أو التأثير في الواقع؟
بالطبع، الفن يمتلك قوة هائلة يمكن أن تؤثر بشكل كبير في المجتمع، من خلاله، يمكن التعبير عن قضايا إنسانية هامة مثل السلام والعدالة والحرية، الفن قادر على إيصال رسائل قوية قد تكون أحيانًا أكثر تأثيرًا من الكلمات المباشرة، في ظل الأزمات، مثلما شهدنا في سوريا، يمكن للفن أن يكون نافذة أمل للجمهور ويسهم في رفع معنوياتهم.
• ما هي الرسالة التي تودين توجيهها إلى الجيل الجديد من الفنانين؟
الرسالة التي أود توجيهها إليهم هي أن يظلوا مخلصين لموهبتهم وألا يركضوا وراء الشهرة فقط، الفن ليس مجرد مهنة، بل هو رسالة ومسؤولية، يجب عليهم التحلي بالصبر والاجتهاد، والتعلم المستمر، والأهم من كل ذلك هو احترام الجمهور والصدق في الأداء، آمل أن يتمكن الجيل الجديد من الفنانين من إحداث تأثير إيجابي في المجتمع.
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 8 يناير 2025
08 يناير 2025 04:00 ص
أسعار الدولار اليوم الأربعاء 8 يناير 2025 أمام الجنيه المصري
08 يناير 2025 01:58 ص
أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 7 يناير 2025
07 يناير 2025 12:57 ص
أسعار العملات اليوم الثلاثاء 7 - 1 - 2025
07 يناير 2025 12:54 ص
أسعار الذهب اليوم في مصر قبل بداية التعاملات
06 يناير 2025 12:42 ص
سعر الدولار اليوم الإثنين 6 يناير 2025: تحديث شامل في البنوك المصرية
06 يناير 2025 12:32 ص
الأكثر قراءة
-
دليل حفلات رأس السنة 2025 كاملاً.. أبرز النجوم وأسعار التذاكر والأماكن في مصر والوطن العربي
-
دليل شامل لعروض أفلام ليلة رأس السنة 2025 في السينما والتلفزيون (صور)
-
تعرف على كلمات أغنية "الشام فتح" التي أهداها فضل شاكر للشعب السوري
-
ترشيحات "المصري الآن" لأفضل 10 مسلسلات قصيرة في 2024
-
جدول حفلات رأس السنة 2025: موسم من النجوم
أكثر الكلمات انتشاراً