السبت، 19 أبريل 2025

03:59 م

ستان لوريل وأوليفر هاردي: أسطورة الكوميديا التي لا تغيب شمسها

السبت، 28 ديسمبر 2024 12:44 م

محمد عماد

ستان لوريل وأوليفر هاردي

ستان لوريل وأوليفر هاردي

على مسرح الزمن، هناك ثنائيات تبقى خالدة رغم تبدّل الأجيال وتغيّر الأزمنة، ومن بين هؤلاء يقف ستان لوريل وأوليفر هاردي كرمزين عالميين للكوميديا. صنع الثنائي التاريخ بفنهم المميز، وقدّموا نموذجًا للكوميديا التي تمزج بين البساطة والعبقرية، ليصبحا من أكثر الشخصيات تأثيرًا في تاريخ السينما العالمية.

 

من البداية: كيف بدأ كل شيء؟

أوليفر هاردي

وُلد نورفيل أوليفر هاردي في جورجيا عام 1892، وبرز شغفه بالفنون منذ صغره. التحق بالتمثيل بعد دراسة الموسيقى، ووجد نفسه في السينما الصامتة خلال أوائل القرن العشرين، ليشارك في أكثر من 200 فيلم قبل أن يصادف شريكه المستقبلي، ستان لوريل.

ستان لوريل

من جهة أخرى، كان آرثر ستانلي جيفرسون، المعروف بـ"ستان لوريل"، يحمل شغفًا مشابهًا. وُلد في إنجلترا عام 1890، وترعرع في بيئة فنية بحكم عمل والده كمدير مسرح. بدأ مسيرته مع فرقة فريد كارنو الشهيرة التي قدمت أيضًا الأسطورة شارلي شابلن، قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة بحثًا عن الفرص الأكبر.

اللقاء الذي غيّر التاريخ

التقى لوريل وهاردي لأول مرة في استوديوهات هال روتش عام 1926. لم يكن أي منهما يتخيل أن هذا اللقاء سيقود إلى شراكة ستصبح حجر الأساس للكوميديا السينمائية. في عام 1927، قدّما أول فيلم مشترك بعنوان "Putting Pants on Philip"، ومن هنا بدأت رحلة استمرت لأكثر من عقدين.

السر وراء النجاح: الكيمياء التي لا تُقهر

تتجلى عبقرية لوريل وهاردي في التناقض بين شخصياتهما.

  • ستان لوريل: لعب دور البريء الساذج الذي يجد نفسه دائمًا في ورطة. كانت تعبيراته الوجهية البسيطة ومواقفه المضحكة سلاحه الأقوى.
  • أوليفر هاردي: جسّد دور القائد المتغطرس الذي يحاول السيطرة على الأمور، لكنه دائمًا ما ينتهي إلى الفشل بطريقة فكاهية.

كان التناغم بينهما أشبه بسيمفونية؛ أحدهما يُلقي الكرة، والآخر يصنع منها مشهدًا لا يُنسى. هذا التوازن بين البراءة والحنكة جعل من أعمالهما متعة خالصة للمشاهدين.

 

 

محطات لا تُنسى في مشوار الثنائي

أعمال قصيرة أيقونية:

  • The Music Box (1932): حاز هذا الفيلم القصير على جائزة الأوسكار، ويتناول محاولة الثنائي نقل بيانو إلى منزل يقع على تل مرتفع، في مشهد يعد من أبرز علامات الكوميديا السينمائية.
  • Big Business (1929): فيلم يصوّر محاولتهما بيع شجرة عيد الميلاد في سلسلة من المواقف العبثية.

أعمال طويلة مميزة:

  • Way Out West (1937): فيلم مليء بالمواقف الساخرة، ويتضمن رقصة شهيرة أصبحت من كلاسيكيات السينما.
  • Sons of the Desert (1933): يُظهر هذا الفيلم قدرة الثنائي على المزج بين الكوميديا والمغامرة.

بين الشهرة والتحديات

رغم النجاح الكبير، لم تخلُ مسيرتهما من الصعوبات. في الأربعينيات، بدأت شهرة الثنائي تتراجع مع تغيّر اتجاهات الجمهور وظهور أشكال جديدة من الكوميديا. لكنهما حافظا على شعبيتهما من خلال تقديم عروض مسرحية وجولات فنية.

 

الجانب الإنساني خلف الكواليس

ستان لوريل

كان لوريل شخصًا بسيطًا، وعُرف بحبه الكبير للفن. رغم زواجه عدة مرات، عانى من الوحدة في سنواته الأخيرة. ومع ذلك، لم يتوقف عن تقديم المشورة للكوميديين الشبان الذين تأثروا بأعماله.

أوليفر هاردي

كان هاردي شخصية مرحة، وكان يحب الطهي والغناء. لكنه عانى من مشكلات صحية في سنواته الأخيرة بسبب وزنه الزائد، ما أجبره على التوقف عن التمثيل.

نهاية الرحلة: إرث خالد

في 7 أغسطس 1957، فارق أوليفر هاردي الحياة بعد سلسلة من الجلطات الدماغية. تبعه ستان لوريل في 23 فبراير 1965، بعدما عاش سنواته الأخيرة بعيدًا عن الأضواء. لكن حتى في غيابهما، بقيت أعمالهما حيّة، تُعرض في جميع أنحاء العالم، وتُدرّس كأيقونات في الكوميديا السينمائية.

 

 

العودة إلى الضوء: تكريم الثنائي

في عام 2019، أعاد فيلم Stan & Ollie إحياء قصة حياتهما، وركّز على العلاقة الإنسانية بينهما خلف الكواليس. لقي الفيلم إشادة واسعة، وأعاد تعريف الجيل الجديد بأيقونتين خالدي الذكرى.

الخاتمة: رموز لا تموت

بابتساماتهم التي تملأ الشاشة وحركاتهم التي تتجاوز حدود الزمن، نجح ستان لوريل وأوليفر هاردي في حفر أسمائهما في ذاكرة السينما العالمية. أعمالهما ليست مجرد كوميديا صامتة، بل دروس في كيفية تحويل البساطة إلى عبقرية. واليوم، بعد عقود من رحيلهما، يبقى إرثهما شاهداً على قوة الفن في رسم البهجة على وجوه الملايين.

بود أبوت ولو كاستيلو: ملكا الكوميديا الكلاسيكية

الأوقاف: افتتاح واحلال وفرش 12631 مسجدًا بقيمة 20 مليار و310 مليون جنيه

مفتي الجمهورية: العقل ينبغي أن يكون مرشد المسلم في مواجهة التحديات المعاصرة

search