رئيس الوزراء يستعرض فرص الاستثمار السياحي بمنطقة وسط البلد

أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن الحكومة ستواصل جهودها لتوفير البيئة المناسبة لجذب الاستثمارات في قطاع السياحة، بما يحقق التنمية المستدامة لهذه المناطق التاريخية ويسهم في تعزيز مكانة مصر على خريطة السياحة العالمية.

لقاء رئيس الوزراء لاستغلال منطقة وسط البلد

جاء ذلك خلال اللقاء الذى عقده الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، لعرض فرص استثمار سياحي بمنطقة وسط البلد بالقاهرة، مع عدد من كبار المستثمرين في القطاع السياحي. 

شهد الاجتماع حضور عدد من الشخصيات البارزة، منهم شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، والدكتور إبراهيم صابر خليل، محافظ القاهرة، وعدد من رؤساء الشركات والمجالس الاستشارية، فضلاً عن مختصين في تطوير المشروعات السياحية والعقارية.

إعادة استغلال وسط البلد لتعزيز القطاع السياحي

أكد رئيس مجلس الوزراء في بداية الاجتماع أن استغلال منطقة وسط البلد بالقاهرة يأتي ضمن رؤية الدولة الشاملة للاستفادة الأمثل من المناطق السياحية في البلاد، التي تتمتع بموقع تاريخي ومعماري متميز.

 وقال مدبولي: "تسعى الحكومة حالياً إلى استكمال تطوير منطقة وسط البلد، وخاصة بعد إخلاء المقرات الوزارية من المنطقة، من خلال إعادة توظيف هذه المباني لتطويرها كفنادق سياحية متميزة."

أشار رئيس الوزراء إلى أن مشروع إعادة تطوير وسط البلد سيشمل استثمار المباني التراثية الموجودة في المنطقة، بحيث سيتم تخصيص بعض الشوارع للمشاة فقط، بهدف تيسير الحركة وتحقيق بيئة سياحية مميزة. كما أضاف أنه سيتم طرح هذه الفرص الاستثمارية على المستثمرين المحليين والدوليين، بما يسهم في الاستفادة القصوى من هذه المنطقة السياحية الفريدة.

تطوير القاهرة الخديوية: مراحل وآفاق جديدة

من جانبه، عرض الدكتور إبراهيم صابر خليل، محافظ القاهرة، تقريراً حول مشروع تطوير منطقة "القاهرة الخديوية" التي تعد جزءاً من وسط البلد، والتي تم اعتمادها كمنطقة تراثية متميزة عام 2009. 

وأوضح أن أعمال تطوير المنطقة بدأت في عام 2015، وشملت تجديد واجهات 300 عقار مسجل بموجب الاشتراطات المعمارية الخاصة، إلى جانب تطوير 5 ميادين و10 شوارع رئيسية في المنطقة.

كما أشار المحافظ إلى افتتاح المرحلة الأولى من مشروع تطوير كورنيش النيل والممشى السياحي في عام 2017، والتي ساهمت في تحسين جودة الحياة في المنطقة وجعلها أكثر جذباً للسياح. 

وأضاف صابر أن المرحلتين الأولى والثانية من تطوير القاهرة الخديوية تم الانتهاء منهما، حيث تم تأهيل 32 عقاراً في شارع قصر النيل، مع الاهتمام الخاص بتطوير واجهات المحال التجارية وإزالة الإشغالات وتحسين الإنارة.

تطرق محافظ القاهرة أيضاً إلى المرحلة الثالثة والرابعة من مشروع تطوير المنطقة، والتي ستشمل تطوير المزيد من الشوارع الرئيسية والمباني التراثية في منطقة وسط البلد، بما يسهم في تعزيز الطابع التاريخي للمنطقة.

مربع الوزارات: مشروع استثماري واعد

وفي سياق متصل، تناول الاجتماع مشروع إعادة توظيف "مربع الوزارات" الذي يقع في قلب منطقة وسط البلد، والذي يعتبر أحد أبرز المشروعات السياحية والعقارية المنتظرة. يهدف هذا المشروع إلى تحويل المباني الحكومية الحالية إلى فنادق عالمية متميزة، بالإضافة إلى إضافة مساحات خضراء ومفتوحة بمساحة تتجاوز 15 ألف متر مربع. 

من المتوقع أن يوفر المشروع حوالي 2600 غرفة فندقية جديدة و1200 شقة فندقية، فضلاً عن 10 آلاف متر مربع من المساحات الثقافية الجديدة.

وتتضمن خطة إعادة توظيف المربع تقسيمه إلى ست مناطق، يمكن طرحها للاستثمار بشكل مرحلي. تشمل هذه المناطق مباني مهمة مثل وزارة العدل، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة الإسكان والمرافق، إلى جانب العديد من المباني الحكومية الأخرى التي يمكن استثمارها لإقامة فنادق ذات طابع عالمي.

 كما تمت مناقشة الفرص الاستثمارية المتعلقة بالعديد من المباني الحكومية الأخرى المتاحة للاستثمار، مثل مبنى وزارة الخارجية ومبنى وزارة التنمية المحلية.

دور المجتمع المدني والقطاع الخاص في التطوير

استعرض المشاركون في الاجتماع أيضاً دور المجتمع المدني والقطاع الخاص في دعم مشروعات تطوير منطقة وسط البلد. وفي هذا الصدد، أشار محافظ القاهرة إلى أن هناك العديد من المبادرات التي تبنتها الشركات الخاصة والمجتمع المدني لدعم أعمال التطوير، من خلال توفير التمويل اللازم ومشاركة الخبرات في مجال الحفاظ على التراث المعماري.

وأوضح أن جهود المجتمع المدني تشمل توفير الدعم الفني والتقني في صيانة المباني التراثية وتحسين المرافق العامة في المنطقة، بما يساهم في الحفاظ على هوية القاهرة التاريخية وجعلها وجهة سياحية أكثر جذباً للزوار.

أبراج النيل: مشروع "مثلث ماسبيرو" يحقق نقلة نوعية

من أبرز المشاريع التي تم مناقشتها في الاجتماع، كان مشروع "مثلث ماسبيرو" أو ما يُعرف بمشروع أبراج النيل.

 يتضمن هذا المشروع إنشاء 3 أبراج سكنية على مساحة إجمالية قدرها 4500 متر مربع، ويتكون كل برج من 30 طابقاً، تحتوي على 774 وحدة سكنية، إلى جانب فيلات فاخرة بمساحات كبيرة.

 كما يتضمن المشروع إنشاء بدرومات تتسع ل1272 سيارة، وهو ما يساهم في معالجة مشكلة المواقف في المنطقة.

وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، المستشار محمد الحمصاني، إن هذا المشروع يُعد جزءاً من خطة تطوير منطقة ماسبيرو كوجهة سكنية وتجارية وسياحية متميزة، حيث سيوفر مزيجاً من الوحدات السكنية الفاخرة والفنادق والمرافق التجارية، مما سيسهم في تحديث المنطقة وجعلها واحدة من أبرز الوجهات السياحية في القاهرة.

رؤى المستثمرين: استثمار موجه نحو الاستدامة والتميز

شهد الاجتماع طرح عدد من الرؤى من قبل المستثمرين الذين أكدوا أهمية وجود مخطط عام شامل للمنطقة، يتضمن تحديد الاستخدامات وتطوير الشوارع والميادين والواجهات بشكل يتناسب مع الطابع التاريخي لوسط البلد.

 وأشار المستثمرون إلى أن هذا المشروع سيسهم بشكل كبير في سد العجز الحالي في الغرف الفندقية، بالإضافة إلى استقطاب المزيد من الاستثمارات في القطاع السياحي.

إقرأ أيضًا:

رئيس الوزراء يستعرض خطط تنمية المنطقة المحيطة بهضبة الأهرام

رئيس الوزراء: تشكيل مجموعات استشارية لبحث مقترحات المستثمرين

رئيس الوزراء يُشدد على سرعة تنفيذ مشروعات قطاع الكهرباء