الخميس، 03 أبريل 2025

12:23 ص

إتحقق قبل ما تصدق: ندوة عن خطورة الشائعات على تماسك الدول والمجتمعات

الخميس، 26 ديسمبر 2024 02:32 م

باسم ياسر

ندوة عن خطورة الشائعات على تماسك الدول

ندوة عن خطورة الشائعات على تماسك الدول

نظم مركز إعلام التحرير التابع للهيئة العامة للاستعلامات، ندوة تحت شعار "إتحقق قبل ما تصدق"،  لمناقشة مخاطر الشائعات وتأثيرها السلبي على استقرار الدول وتماسك المجتمعات. 

هذه الحملة تأتي في ظل توجيهات الدكتور أحمد يحيى، رئيس قطاع الإعلام الداخلي، بضرورة تكثيف الأنشطة والفعاليات التي تهدف إلى توعية المواطنين بمخاطر الشائعات، وخاصة في ظل التحديات الراهنة التي تمر بها المنطقة.

أهمية تماسك الجبهة الداخلية

بدأ اللقاء بكلمة افتتاحية من عبد الحليم عبد العظيم محمد، مدير مركز إعلام مديرية التحرير، الذي رحب بالحضور وأكد أن المنطقة العربية تمر بمرحلة شديدة الحساسية والخطورة. 

وأوضح أن تماسك المجتمع المصري يعد بمثابة "حصن الدفاع الأول" ضد أي تهديدات خارجية أو داخلية. كما شدد على ضرورة الوعي المجتمعي بأهداف المخططات التي تستهدف المنطقة في الوقت الراهن، مؤكدًا أن تماسك الشعب المصري يعد العامل الأساسي في الحفاظ على استقرار الوطن وصد المؤامرات التي تسعى لزعزعة الاستقرار الداخلي.

الشائعات كأداة للحروب النفسية

أبرزت فاطمة الدمرداش، وكيل وزارة الإعلام الأسبق، دور الشائعات كأداة فعالة في الحروب النفسية التي تهدف إلى خفض الروح المعنوية للدول والشعوب، حيث تُستخدم الشائعات لتشويه الحقائق والتأثير على الوعي العام. 

وأشارت إلى أن الشائعات تُعد من أساليب الحروب غير التقليدية، التي يمارسها أعداء الوطن من أجل إضعاف الجبهة الداخلية، مستعرضة تجربتي سوريا والعراق كمثال حي على تأثير الشائعات في زعزعة الاستقرار.

وأوضحت الدمرداش أن الشائعات ليست مجرد أكاذيب عابرة، بل هي جزء من حروب الجيل الرابع والخامس، التي تستهدف هدم الثقة بين الشعب والقيادة السياسية، وزرع الفتنة بين أفراد المجتمع. وأضافت أن الشائعات تروج بسرعة كبيرة في عصر التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، مما يجعلها أكثر خطورة على الوعي الشعبي، خاصة بين فئات معينة مثل الشباب غير المتابع للأخبار عبر القنوات الرسمية.

التأثير السلبي لشبكات التواصل الاجتماعي

وتناولت الأستاذة فاطمة الدمرداش تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الشائعات، موضحةً أن هذه الشبكات أصبحت تمثل تهديدًا حقيقيًا للأمن القومي، حيث يتم استخدامها لنشر المعلومات المغلوطة والفيديوهات المفبركة التي تضلل الجمهور. 

كما حذرت من أن الأفراد الذين يعتمدون على هذه الشبكات كمصدر رئيسي للمعلومات، هم الأكثر عرضة لتأثير الشائعات بسبب ضعف وعيهم الإعلامي. 

ودعت إلى ضرورة التحلي بالحذر والتحقق من صحة الأخبار والمعلومات المتداولة قبل تصديقها أو نشرها.

خطة الحماية: التحقق قبل نشر المعلومات

تطرقت الدمرداش إلى أهمية نشر ثقافة التحقق من الأخبار والمعلومات على كافة المستويات، مؤكدة أن الحفاظ على وحدة الشعب المصري يبدأ من إيقاف انتشار الشائعات والأخبار المضللة.

 وأوضحت أن الأعداء يتربصون بمصر سواء من الداخل أو الخارج، وأن محاربة الشائعات والوقوف صفًا واحدًا ضدها يمثل جزءًا من معركة أوسع للحفاظ على أمن الدولة واستقرارها.

وأشارت إلى أن الشائعات قد تكون أحد الأدوات التي يستغلها المتآمرون ضمن مخططات أكبر، مثل "مشروع الشرق الأوسط الجديد" الذي يهدف إلى تقسيم الدول العربية إلى دويلات طائفية وعرقية. 

كما استعرضت تصريحات برنارد لويس وبن جوريون، اللذين دعوا إلى تدمير ثلاثة جيوش عربية، وهي الجيش العراقي والسوري والمصري، لإضعاف قدرة العرب على مواجهة التحديات الكبرى في المنطقة. 

وفي هذا السياق، أكدت الدمرداش على أن الشعب المصري يجب أن يكون يقظًا في مواجهة هذه التهديدات، وأن يتحلى بالوعي الكامل لحماية الوطن من الأعداء والمتربصين.

دور الإعلام في توعية المجتمع

في ختام اللقاء،  فاطمة الدمرداش إلى تكثيف الجهود الإعلامية والأنشطة التوعوية للحد من تأثير الشائعات على الوعي العام، وحثت الحضور على ضرورة عدم نشر أي معلومات أو أخبار قبل التأكد من صحتها. 

كما شددت على أهمية دعم الوحدة الوطنية والوقوف صفًا واحدًا خلف القيادة السياسية والجيش المصري، الذين نجحوا في الحفاظ على أمن مصر واستقرارها في وجه التحديات الكبرى.

 وأكدت أن تماسك المجتمع المصري هو العامل الحاسم في عبور هذه المرحلة الحرجة، وأن الجميع مطالب بالتحقق من المعلومات وتوجيهها بما يخدم مصلحة الوطن.

search