الأربعاء، 08 يناير 2025

05:44 ص

مفتي الجمهورية: الرقابة التزام ديني وأخلاقي للحفاظ على المال العام

الثلاثاء، 24 ديسمبر 2024 01:27 م

السيد الطنطاوي

دكتور نظير عياد

دكتور نظير عياد

أكد فضيلة الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، أن الرقابة ليست مجرد إجراءات إدارية، بل هي التزام ديني وأخلاقي، يتطلب الإحساس العميق بالمسؤولية تجاه المجتمع، مشيرا إلى أن الفكر الإسلامي وضع ضوابط دقيقة للرقابة الإدارية، تشمل الأمانة والعدل، والمحاسبة الذاتية، وهو ما يؤكد نظرة الإسلام الشاملة للإدارة باعتبارها أمانة في عنق كل مسؤول.

وقال فضيلة المفتي إن الرقابة الإدارية، تسهم في الحفاظ على المال العام، بتطبيق العقوبات الرادعة التي أقرتها القوانين بهذا الشأن، وهي في الإسلام تهدف إلى حماية المال العام، ومنع التلاعب والفساد، مؤكدا أن للمال العام مكانة خاصة في تنمية وازدهار اقتصاديات الأمم وبناء مستقبل أبنائها، مضيفا أن الإسلام أمر بحماية المال العام والدفاع عنه، ومحاسبة كل من يتعدى عليه ومعاقبته، سواء كان هذا المال ملكًا للدولة بصفتها المعنوية، أو لمجموعة من الناس مثل مال الجمعيات والهيئات والمراكز الأهلية والنقابات وأمثالها، ويترتب على الاعتداء على المال العام جرائم خطيرة، أبرزها الفساد بمختلف أشكاله.

جاء ذلك، خلال محاضرة متخصصة، حول الرقابة الإدارية في الفكر الإسلامي، ألقاها مفتي الجمهورية، ضمن برنامج «المعايشة المهنية» للسادة مفتشي وزارة الأوقاف، الذي تم تنظيمه بالتعاون مع معهد البحوث الجنائية والتدريب التابع لمكتب النائب العام، بهدف تعزيز كفاءاتهم المهنية وتطوير معارفهم في مختلف المجالات.

تناولت المحاضرة قضايا متنوعة، تجمع بين الجوانب الإدارية والقانونية والاقتصادية، التي تؤثر بشكل مباشر على أداء المفتشين ودورهم في تحقيق رسالة الوزارة.

وتطرق إلى مفهوم الرقابة في الإسلام كأداة رئيسة لضمان النزاهة وتحقيق الشفافية في العمل الإداري، مؤكدا أن الرقابة ليست مجرد إجراءات إدارية، بل هي التزام ديني وأخلاقي، يتطلب الإحساس العميق بالمسؤولية تجاه المجتمع.

وشدد مفتي الجمهورية، على أن الرقابة تسهم أيضًا في تحسين أداء المؤسسات لتحقيق التنمية والنهضة، مشيرًا إلى أن تحقيق الجودة في المؤسسات الإدارية أحد الغايات الأساسية التي يقوم عليها علم الإدارة الحديث، والدين الإسلامي لم يعتبر من العمل إلا ما كان جيدًا وصالحًا، قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا} [الكهف: 110]، وقال تعالى: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} [الفرقان: 70].

وأوضح أن مطلق العمل وحده غير كافٍ لتحقيق الأهداف المرجوة من ذلك العمل، بل يجب أن يكون ذلك العمل متقنًا وجيدًا حتى يتم قبوله، وينال المسلم عليه الجزاء المراد، وأن الرقابة الإدارية هي الأداة الأكثر فاعلية، لضمان تحقيق الجودة في العمل المؤسسي، داخل المنشآت الإدارية.

search