المجموعة الوزارية للتنمية البشرية تناقش تطوير التعليم الفني وتعزيز مهارات الشباب

شدد الدكتور خالد عبد الغفار على أهمية تعزيز برامج توعية الشباب بأهمية المواطنة والانتماء الوطني، باعتبارهما ركيزة أساسية لبناء مجتمع قوي ومتماسك قادر على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

اجتماع المجموعة الوزارية للتنمية البشرية

جاء ذلك خلال الاجتماع الدورى للمجموعة الوزارية للتنمية البشرية، الذى عُقد برئاسة الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، وبمشاركة عدد من الوزراء والمسؤولين المعنيين، بهدف مناقشة عدد من الملفات المهمة المتعلقة بتنمية رأس المال البشري، وتعزيز المواطنة، ومعالجة التحديات المجتمعية الراهنة.

في بداية الاجتماع، شدد الدكتور خالد عبد الغفار على أهمية تعزيز برامج توعية الشباب بأهمية المواطنة والانتماء الوطني، باعتبارهما ركيزة أساسية لبناء مجتمع قوي ومتماسك قادر على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية. 

وأكد أن تعزيز الشعور بالمسؤولية الوطنية لدى الأجيال الجديدة يمثل أولوية قصوى في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث مضطربة وتحديات متصاعدة، تستدعي تكاتف الجهود الوطنية لبناء جيل واعٍ قادر على المشاركة الفاعلة في نهضة المجتمع وصناعة القرار.

تطوير التعليم الفني وربط مخرجاته بسوق العمل

أوضح الدكتور خالد عبد الغفار أن التعليم الفني يمثل حجر الزاوية في بناء اقتصاد قوي وفاعل، مشددًا على ضرورة تطويره ليواكب متطلبات سوق العمل المتغيرة.

 واستعرض خلال الاجتماع الخطط المشتركة بين وزارات التربية والتعليم، والتعليم العالي، والعمل، والتي تهدف إلى تأهيل الشباب وتمكينهم من المهارات الفنية والتقنية المطلوبة. 

وشملت هذه الخطط بناء كوادر مؤهلة من خلال برامج تدريبية متقدمة، مع التركيز على المهارات الشخصية بجانب التقنية لتعزيز فرص الشباب في الحصول على وظائف ذات جودة.

من جانبه، أكد الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، على أهمية الربط بين التعليم الجامعي وما قبل الجامعي، وتفعيل المسارات التعليمية المتعددة التي تتيح للطلاب فرصًا أوسع للتطور.

 كما استعرض عدداً من المبادرات التي أطلقتها الوزارة بالتعاون مع الجهات المعنية، ومنها مبادرة "100 يوم رياضة" التي تهدف إلى تشجيع النشاط البدني لدى الطلاب، وبرنامج "مودة" الذي يركز على التوعية الأسرية والاجتماعية، إلى جانب مبادرات أخرى تهدف إلى تمكين الشباب وتعزيز مهاراتهم الابتكارية وريادة الأعمال.

وفي ذات السياق، كشف الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، عن تحسن كبير في نسب حضور الطلاب إلى المدارس، حيث ارتفعت نسبة الحضور إلى 85% مقارنة بـ 9% فقط في العام السابق، مرجعًا هذا التحسن إلى الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لحل مشكلات كثافة الفصول وسد العجز في المعلمين. 

كما أكد الوزير على أهمية تطوير التعليم الفني والتوسع في إنشاء المدارس التطبيقية والتكنولوجية، مشيرًا إلى أن الوزارة ستعمل على تعزيز الزيارات الميدانية لطلاب المدارس الفنية إلى الجامعات التكنولوجية لتعريفهم بالفرص المستقبلية التي تقدمها هذه المؤسسات.

تشريعات جديدة لمواجهة التسرب من التعليم وزواج الأطفال

من جانبه، استعرض المستشار عدنان فنجري، وزير العدل، الجهود التشريعية المبذولة لمعالجة القضايا التي تمثل عقبة أمام التنمية البشرية، وعلى رأسها ظاهرتا التسرب من التعليم وزواج الأطفال.

 وأوضح الوزير أن مشروع قانون الأحوال الشخصية الجديد يتضمن مواد صارمة لمواجهة زواج الأطفال دون سن 18 عامًا، ومعاقبة الأطراف المسؤولة عن هذا النوع من الانتهاكات، لما له من تداعيات خطيرة على المجتمع ومستقبل الأجيال القادمة.

دور المؤسسات الدينية في تعزيز قيم المواطنة

في إطار الدور المحوري للمؤسسات الدينية في بناء الوعي المجتمعي، أكد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، أن الأحداث التي تشهدها المنطقة تُلقي بظلالها على المجتمع وتؤثر على الأمن النفسي للمواطنين، مما يستدعي تكثيف الجهود التوعوية لمواجهة الفكر المتطرف وتعزيز قيم المواطنة والانتماء الوطني. 

وأشار إلى خطة الوزارة لإعادة إحياء ثقافة "الكُتاب" في القرى والنجوع، بهدف نشر القيم والأخلاق وتعزيز الوعي المجتمعي منذ الصغر.

كما أشاد الدكتور خالد عبد الغفار بالتنسيق الفعّال بين الأزهر الشريف والكنيسة المصرية في تعزيز مفاهيم التنمية البشرية وغرس قيم المواطنة والتسامح بين النشء والشباب من خلال رجال الدين والدروس والندوات التوعوية.

جهود محلية لمعالجة التحديات السكانية وتمكين المرأة

وفيما يخص ملف القضية السكانية، أكدت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، على أهمية تبني حلول محلية تتناسب مع خصوصية كل محافظة، مشيرة إلى أن الوزارة تتابع بشكل مستمر تطورات القضية السكانية من خلال وحدات السكان التي تم تشكيلها في مختلف المحافظات. 

وأضافت أن الوزارة تعمل بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للسكان على تمكين المرأة وتثقيفها، خاصة من خلال الرائدات الريفيات والصحيات، باعتبارهن شريكًا أساسيًا في توعية المجتمعات المحلية وتحقيق التنمية المستدامة.

تدريب الشباب لمواكبة احتياجات سوق العمل

في السياق ذاته، استعرض السيد محمد جبران، وزير العمل، الجهود التي تبذلها الوزارة في مجال التدريب المهني، مشيرًا إلى تفعيل مبادرة "سلامتك تهمنا" التي تهدف إلى تعزيز الوعي بالسلامة والصحة المهنية في مواقع العمل.

 كما أوضح أن الوزارة تواصل تنفيذ برامج تدريبية مجانية للشباب من خلال وحدات التدريب المتنقلة التي تغطي جميع محافظات الجمهورية، لتأهيلهم في مجالات مهنية وتقنية يحتاجها سوق العمل، بما يساهم في تقليل معدلات البطالة وتحسين فرص التشغيل.

ختام الاجتماع وتوصيات نهائية

في ختام الاجتماع، أكد الدكتور خالد عبد الغفار على ضرورة تكثيف التنسيق بين الوزارات المعنية لتحقيق الأهداف المنشودة في مجالات التنمية البشرية. وأشار إلى أن الحكومة مستمرة في دعم البرامج والمبادرات التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة للمواطنين، وتعزيز قدرتهم على مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 لتحقيق التنمية المستدامة.

وشدد عبد الغفار على أهمية ترسيخ ثقافة العمل الجاد، وتعزيز الوعي المجتمعي، وتأهيل الشباب لقيادة مستقبل البلاد، مؤكدًا أن بناء الإنسان هو الاستثمار الأهم في مسيرة تحقيق التقدم والازدهار لمصر.

إقرأ أيضًا:

وصول أول شحنة من عقار «ترايكافتا» لعلاج الأمراض الوراثية النادرة

الصحة: إغلاق مستشفيات ومعامل في المنوفية والشرقية لعدم الالتزام بالتراخيص

وزير الصحة: الصحة النفسية أولوية وطنية