الأحد، 22 ديسمبر 2024

12:34 م

كشف أثري غير مسبوق في البهنسا فى محافظة سوهاج

السبت، 14 ديسمبر 2024 01:50 م

باسم ياسر

اكتشافات أثرية فى البهنسا

اكتشافات أثرية فى البهنسا

 أعلنت البعثة الأثرية المصرية-الإسبانية المشتركة بين جامعة برشلونة ومعهد الشرق الأدنى القديم عن اكتشاف مجموعة من المقابر البطلمية بمنطقة البهنسا الأثرية بمحافظة المنيا.

 تضم هذه المقابر عددًا من المومياوات والهياكل العظمية والتوابيت المزخرفة، إلى جانب لُقى أثرية فريدة، مما يفتح آفاقًا جديدة لفهم الطقوس والممارسات الدينية للعصر البطلمي.

العثور على ألسنة وأظافر ذهبية لمومياوات بطلمية

أكد الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن الكشف يتضمن العثور لأول مرة بمنطقة البهنسا على بقايا آدمية مزودة بـ13 لسانًا ذهبيًا وأظافر ذهبية تعود إلى مومياوات من العصر البطلمي.

 تمثل هذه الاكتشافات أهمية خاصة، إذ تلقي الضوء على المعتقدات المرتبطة بالحياة الآخرة في هذه الحقبة، حيث كانت الألسنة الذهبية تُستخدم لضمان قدرة المتوفى على الحديث في العالم الآخر.

نقوش ملونة ونصوص طقسية تظهر لأول مرة

كما عُثر في المقابر المكتشفة على نقوش ورسومات ملونة غير مسبوقة في المنطقة، تُظهر مشاهد طقسية تصور المعبودات المصرية القديمة. 

وأوضح الدكتور حسان إبراهيم عامر، مدير حفائر البعثة، أن إحدى المقابر تضم جدرانًا مزينة برسوم ملونة لأفراد الأسرة المتوفاة وهم يقدمون القرابين للمعبودات أنوبيس وأوزوريس وآتوم، إلى جانب السقف الذي زُين بتصوير للمعبودة نوت ربة السماء محاطة بالنجوم والمراكب المقدسة التي تحمل المعبودات خبري ورع وآتوم.

تمائم وجعارين لمعبودات مصرية قديمة

في كشف أثري آخر داخل المقابر، عُثر على جعارين وتمائم تحمل رموزًا دينية لمعبودات مصرية مثل حورس وجحوتي وإيزيس. 

وأوضح الدكتور عامر أن من بين هذه المكتشفات 29 تميمة لعَمُود "جد"، بالإضافة إلى جعران القلب الذي وُجد في مكانه الطبيعي داخل المومياء، مما يعكس اهتمام المصريين القدماء بالتحنيط والطقوس الجنائزية.

بئر دفن جماعي ومقابر مزينة

وأشارت الدكتورة استر بونس ميلادو، رئيسة البعثة من الجانب الإسباني، إلى اكتشاف بئر دفن مستطيل يؤدي إلى مقبرة جماعية تحتوي على عشرات المومياوات.

 كما تم العثور على بئر آخر يؤدي إلى ثلاث حجرات مزخرفة. تضم إحداها مشاهد تصور المعبودات أنوبيس وأوزوريس مع طبقة ذهبية لامعة تغطي وجوه المومياوات وبعض المعبودات، في تجسيد مذهل للطقوس الجنائزية البطلمية.

استمرارية الاكتشافات وتاريخ غني

واختتمت الدكتورة مايته ماسكورت، رئيسة البعثة، بالإشارة إلى أن الفريق الأثري سبق أن كشف خلال المواسم السابقة عن مقابر تعود للعصور الصاوية واليونانية والرومانية، بالإضافة إلى كنيسة بازيليكية رومانية ومعبد "الأوزيريون". 

وأكدت أن البعثة ستواصل أعمال التنقيب في المنطقة، التي تُعتبر واحدة من أغنى المواقع الأثرية في مصر، بهدف الكشف عن مزيد من أسرار حضارتها القديمة.

يمثل هذا الكشف الأثري إضافة نوعية إلى تاريخ منطقة البهنسا، حيث يُبرز تطور الطقوس الجنائزية في العصر البطلمي ويدعم فهمنا للممارسات الدينية والاجتماعية في تلك الفترة.

search