الإثنين، 30 ديسمبر 2024

08:00 م

آثار شلبي: سيَمُرُّ العُمرُ وستندمينَ كثيراً

الإثنين، 09 ديسمبر 2024 02:08 م

أثار شلبي

أثار شلبي

تذكّرت كلماته، وعيناها اغرورقتا بالدموع، وقلبها يقطر ألمًا. كانت غارقة في بحر الندم، تتذكّر تلك الكلمات التي قالها ذات يوم.  

كان يقف أمامها، وهي تشكو له حياتها الفاترة، التي اعتقدت خطأً أنها ستكون أفضل مما هي عليه الآن. جلس يستمع إليها باهتمامٍ بالغ، تنصت عيناه إلى حديثها أكثر من أذنيه. استوقفتها نظرات المواساة الظاهرة في عينيه، وقالت له بضعف: قل لي، ماذا أفعل؟.   ردّ عليها بصوت حزين: "اطلقي".. نظرت إليه باندهاش أعقبه صدمة، لكن نظراتها لم توقفه. استكمل قائلاً: “اطلقي قبل أن يمضي العُمر وتندمين.. قبل أن تنشغل كل واحدة ممّن حولك بحياتها وتترككِ وحدكِ. ستجدين نفسك بلا أحد، بلا أمل”.  

تزوجت منذ سنوات.. بعد الزواج قالت: "لا أريد الإنجاب الآن، أريد الانتظار قليلاً.. كانت تقول: "إنجاب ماذا؟ وأطفال لماذا الآن؟". وكأن الحياة تنتظر رغباتها. مرّت السنوات، سنة تتلوها سنة. بدأت تسعى لإنجاب طفل، ولكن بعد عدة محاولات، أخبرها الأطباء أن زوجها عقيم، وأن الأمل في الانجاب معدوم نهائيًا.  

مرت الأيام.. حدثت مشكلة بينهما.. تحدثت إلى والدها. استدعته لتخبره بكل شيء. جاء رده بسيطًا ومباشرًا: “اطلقي”.. رفضت وأصرّت على البقاء بجانب زوجها.  

مرت السنوات.. وحدث ما توقعه والدها.. كل مَن تمسّكت بهم رحلوا إلى حياتهم الخاصة. كل واحدة منهم انشغلت بأسرتها وأطفالها.. بقيت هي وحدها.. لا أحد يذكرها إلا نادرًا.  

في لحظة وحدة قاتلة بمفردها، عادت كلمات والدها تتردد في ذهنها.. بعيون مليئة بالحزن والدموع، قالت: “يا ليتني سمعت كلامه”".. ولمن مضى العمر والندم أصبح بلا جدوى..فلا شيء يضاهي ألم العمر الضائع فعل يا تري ضاع عمرها هباء أن كان قرارها صائبا هذا ما ستثبته المستقبل.

مقالات قد تهمك: 


عماد رجب يكتب : بعد سقوط الأسد: هل يعيد التاريخ سيناريو أفغانستان؟

سيد فودة يكتب: السقوط من السماء.. الوجه الخفي للهجرة غير الشرعية

السيد الطنطاوي يكتب: إن كيدكن عظيم!!

search