الأحد، 22 ديسمبر 2024

12:34 م

وزير الأوقاف: تصاعد كبير في فكرة الإلحاد بالعالم ابتداءً من عام ٢٠٠٥

الأحد، 08 ديسمبر 2024 10:32 ص

السيد الطنطاوي

دكتور أسامة الأزهري

دكتور أسامة الأزهري

أكد الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، أن عام 2005م شهد تصاعدًا كبيرًا في فكرة الإلحاد في العالم، ومشيرا إلى أن هذه الموجة انطلقت في العالم العربي والإسلامي من عام ٢٠١١م وإلى الآن، وأضاف أننا وجدنا نماذج من الرموز العربية في الثلاثينيات والأربعينيات سلكت مسلك الإلحاد؛ مثل الأستاذ عبد الله القصيم النجدي، والأستاذ جميل صدقي الزهاوي، والأستاذ إسماعيل مظهر، والأستاذ إسماعيل أدهم، وعدد من الأساتذة الذين قدموا أطروحات، وما زالت كتبهم موجودة ومتاحة إلى الآن، ثم خبت هذه الموجة.

جاء ذلك خلال مشاركته في مؤتمر دار الإفتاء الدولي الرابع والثلاثين بالاشتراك مع الجمعية الفلسفية المصرية، تحت عنوان: “الفلسفة الإسلامية حاضرها ومستقبلها في العالم”، برئاسة الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، والدكتور مصطفى النشار، رئيس الجمعية الفلسفية المصرية.

وذكر الدكتور أسامة الأزهري، أنه ظهرت موجة أخرى في السبعينيات، وكتب فيها الأستاذ مصطفى محمود كتابه (رحلتي من الشك إلى الإيمان، وحوار مع صديقي الملحد)، ثم خبت هذه الموجة –أيضا- حتى ظهرت الموجة المعاصرة للإلحاد، ووجدنا أنفسنا أمام حالة غليان فكري يشيع قضية الإلحاد بين قطاعات مختلفة من الشباب، واجتهدنا في حصر ما يمكن أن يزعج العقل فيما يتعلق بالإيمان.

وأوضح أن ما تم رصده يصل إلى اكثر من سبعين إشكالية وزعت على ثلاثة أنماط من العلوم، علم الكونيات، وعلم الفيزياء، وعلم الفلسفة، وأن أشهر من نَظِّر للإلحاد “ستيفن هوكنج”، و”كارل ساغان”، وغيرهما من الأساتذة، مضيفًا أنه ظهر كتاب (وهم الإله) لهوكنج، الذي تصدى لمناقشته من البعد الفلسفي الفيلسوف المسيحي “وليام لين كرايغ”، وألَّف كتابًا اسماه (حجة الكلام الكونية)؛ تأثرًا منه بعلم الكلام عند المسلمين واشتباكًا مع أطروحة الإلحاد.

الإلحاد يدور في أربع مدارس

وقال إن الإلحاد يدور في أربع مدارس، هي: الملحد المطلق، وهو الذي ينفي الألوهية بكمالها، والملحد الربوبي، وهو الذي يعترف بالألوهية وينفي الشريعة والوحي، والملحد اللاأدري، والملحد المنفجر نفسيًا، مضيفًا أن هناك فلاسفة يؤمنون بوجود الإله، ونقلوا الإيمان من منطق الدليل العقلي إلى منطق الدليل الأخلاقي قائلين بأن الله لا يستدل عليه بالعقل.

وقد شارك الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، في افتتاح مؤتمر دار الإفتاء الدولي الرابع والثلاثين بالاشتراك مع الجمعية الفلسفية المصرية، تحت عنوان: “الفلسفة الإسلامية حاضرها ومستقبلها في العالم”، برئاسة الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، والدكتور مصطفى النشار، رئيس الجمعية الفلسفية المصرية، وبحضور الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر الشريف، نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر؛ ولدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر؛ والدكتور عبد الراضى رضوان، عميد كلية دار العلوم الأسبق؛ والدكتور أحمد ماضي، عميد كلية الآداب الأسبق بالمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة؛ والشيخ عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية؛ ولسيد محمود الشريف، نقيب السادة الأشراف؛ والدكتور نصر فريد واصل، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف؛ والأنبا إرميا، الأسقف العام – رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي – الأمين العام المساعد لبيت العائلة المصرية.

وأكد أن الفلسفة الإسلامية في الحاضر والمستقبل، أحوج ما تكون إلى بعث لأجيال من عباقرة الفلاسفة والمتكلمين؛ ليكون لنا موضع قدم في العالم الذي يموج بفلسفات معقدة وصراعات عقلية حادة، ترجع في غالبها إلى الإلحاد، مشيرًا إلى أنه أجرى نقاشًا مع قداسة البابا في التعامل مع قضية الإلحاد، مؤكدا أنه لابد فيها من العودة إلى العلوم العقلية التي أصبحت مهجورة عند كثيرين بسبب تحريم الطرح الفلسفي وتحريم الاشتغال بها.

search