السبت، 21 ديسمبر 2024

06:33 م

أحمد فاضل يكتب: من ينتصر.. كوريا الجنوبية بين الديمقراطية وقبضة الحديد والنار

الخميس، 05 ديسمبر 2024 10:58 ص

أحمد فاضل

أحمد فاضل

تصاعدت حدة الأزمة السياسية في كوريا الجنوبية إلى مستوى غير مسبوق، مع إعلان الرئيس يون سوك يول فرض الأحكام العرفية، متهمًا المعارضة بأنها “خنجر شيوعي في قلب الأمة”. هذا القرار الذي وصفه بأنه “خطوة إنقاذية حاسمة”، دفع البلاد نحو أزمة دستورية، قد تتحول إلى معركة بقاء ودماء، حيث تجاوزت حدود السياسة التقليدية وأصبحت معركة وجودية، تهدد استقرار البلاد بالكامل، فهل تنجح المعارضة في إنهاء عهد الرئيس بالقوة الدستورية؟ أم أن الجيش سيحسم الصراع لصالح السلطة الحاكمة؟. كوريا الجنوبية الآن تقف أمام مفترق طرق حاسم، حيث لا مجال للعودة إلى الوراء.

صراع محتدم بين إرادتين لا تقبلان التراجع
الرئيس يون سوك يول شخصية حديدية تعهد بسحق ما وصفه بـ ”المؤامرة الحمراء”، معلنًا أن أمن البلاد بات رهينة بين يديه. أما حزب المعارضة الديمقراطي DPK فقد أصبح في موقف تحدٍ غير مسبوق، يصر على أن الرئيس انقلب على الديمقراطية، ويمضي قدمًا في مشروع عزله مهما كان الثمن.

تتمثل نقاط التحول من الأزمة إلى الانفجار، في أن البرلمان أصبح تحت الحصار، فالقوات العسكرية اقتحمت البرلمان وأغلقت أبوابه، فيما يواصل المشرعون اجتماعاتهم في أماكن سرية، معلنين أن البلاد دخلت “حالة مقاومة شاملة”.
النقطة الثانية تتمثل في أن التصعيد بات غير محدود، وذلك لأن مشروع عزل الرئيس يحظى بتأييد 190 نائبًا، مما يجعل الصدام الحاسم وشيكًا بين القوة العسكرية والإرادة السياسية.
 ثم نأتي للنقطة الأهم في انقسام الشارع، حيث أن الشعب الكوري الجنوبي منقسم بين مؤيد للرئيس باعتباره المنقذ من الانهيار، ومعارض يرى فيه ديكتاتورًا جديدًا يختطف البلاد.

انعكاسات دولية.. وحافة الهاوية
لا شك أن الأزمة الكورية الجنوبية، تهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأكملها، خصوصًا مع تصاعد التوتر مع كوريا الشمالية، وتنامي الضغوط الصينية والروسية، والولايات المتحدة تواجه معضلة معقدة، فدعم الرئيس قد يفاقم الأزمة، بينما التخلي عنه قد يؤدي إلى انهيار التحالف الاستراتيجي.

اختبار وجودي
الأحداث تتسارع نحو نقطة اللاعودة، فهل ستتمكن المعارضة من الإطاحة بالرئيس عبر المؤسسات؟ أم أن قبضة الحديد والنار ستفرض كلمتها؟. كوريا الجنوبية تقف اليوم على شفا الهاوية، حيث كل الاحتمالات مفتوحة، ولا خيار سوى المواجهة أو الانهيار، فهي  تواجه لحظة فارقة ستحدد مستقبلها لعقود قادمة.

search