السبت، 21 ديسمبر 2024

07:12 م

د. منى طه عبد العليم تكتب.. المضاد الحيوي وصحة المصريين!!

الأربعاء، 04 ديسمبر 2024 12:00 م

د. منى طه عبد العليم

د. منى طه عبد العليم

د. منى طه عبد العليم

المضاد الحيوي، وما أدراك ما المضاد الحيوي! كارثة بالمعنى الحرفي للكلمة طالما تم استخدامه على نحو خطأ وعبثي. 

بسهولة تامة، وجميعنا يعلم ذلك، يتم صرف المضاد الحيوي من الصيدليات دون روشتة طبيب، والكارثة الأكبر أن هناك أطباء، معدومي الضمير، يصرفونه وهم يعلمون أن الحالة المرضية ليست بحاجة إلى المضاد الحيوي. 

فماذا يحدث للمريض من كثرة استخدام المضاد الحيوي؟ هي أنه، لا قدر الله، لو تعرض لحادثة ولو لجروح بسيطة أو انتقلت له عدوى في عيادات الأسنان مثلا، أو تعرض لبكتيريا تستلزم تعاطي المضاد الحيوي، تصبح عنده مقاومة لمضادات البكتيريا! أي تقاوم البكتيريا المضاد الحيوي مما يعني عدم الاستشفاء وطول فترة المرض ولا قدر الله الوفاة.


الاستسهال في صرف المضاد الحيوي دون حاجة حقيقية من قبل أطباء وصيادلة معدومي الضمير أومن قبل أم تستسهل في علاج ابنها بفتح باب الثلاجة وإعطاء أولادها من أي زجاجة مضاد حيوي لمجرد أنه كح أو عطس أو رشح أو حتى عنده نزلة برد، أمر مروع حقا وطالما يتم التحذير منه. 

ويزيد الأمر أهمية، وخطورة، ما نُشر مؤخرا بمجلة "المجلة" لمديرة المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتورة حنان بلخي وتشير فيه إلى ارتفاع معدلات مقاومة مضاد الميكروبات. 

وتحذر بأنه إذا لم تُتخذ إجراءات للتصدي لمقاومة مضادات الميكروبات، فسوف تتسبب المقاومة البكتيرية لمضادات الميكروبات في 39 مليون وفاة بحلول عام 2050، أيْ ثلاث حالات وفاة كل دقيقة.

 وسوف تبلغ تكاليف الرعاية الصحية الإضافية تريليون دولار أمريكي. وسوف يُسفر عدم اتخاذ تلك الإجراءات عن خسائر سنوية في الناتج المحلي الإجمالي العالمي تتراوح بين تريليون و3.4 تريليونات دولار أمريكي بحلول عام 2030.
هل ندرك خطورة الأرقام المذكورة أعلاه؟! 
من أجل صحة المصريين، على المستوى العام، نحن بحاجة إلى:
1-    حملة وطنية للتوعية بالاستعمال الآمن للمضاد الحيوي. 
2-    عدم صرف أي مضاد حيوي من أي صيدلية إلا بروشتة طبيب.
3-    إطلاق خط ساخن تشرف عليه وزارة الصحة والنيابة الإدارية لاستقبال أي بلاغات عن أي ممارسات طبية خطأ والتحقيق فيها.
4-    أن يتم تعليق في كل عيادة وفي كل صيدلية رقم الخط الساخن للإبلاغ عن أي شكاوى.  
5-    وجود رقابة وتفتيش دوري في الصيدليات وتتبع التعامل مع الجماهير. 
6-    وجود رقابة على عيادات الأطباء، هل الأطباء خط أحمر! 
على المستوى الشخصي، علينا أن: 
-    نهتم بنظافتنا وتوعية أولادنا بالنظافة الشخصية وغسل اليدين دوما للوقاية من عدوى الإصابات والالتهابات. 
-    عدم تناول المضاد الحيوي إلا لضرورة، وجود بكتيريا تتطلب ذلك، وبناء على تصريح الطبيب المعالج. 
-    التعرض للشمس والهواء النقي وتهوية غرف النوم وتعريض المخدات للشمس للتعافي.
-    ممارسة الرياضة والتنزه. 
-    تناول الطعام الصحي والبعد عن الأطعمة الضارة سريعة التجهيز من خارج المنزل أو المعبأة بمواد حافظة وألوان صناعية... 
أقول هذا وأنا أدرك تماما المبادرات الرائعة التي أطلقتها الدولة المصرية في السنوات الأخيرة الماضية، على سبيل المثال وليس الحصر: مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي 100 مليون صحة، ومبادرة صحة المرأة، ومبادرة "دوّي" وغيرهم من مبادرات وطنية تتجاوز 11 مبادرة قدمها 3500 وحدة للفحص وتجاوز عدد المستفيدين ال 100مليون مستفيد. 
نحن في أِشد الحاجة إلى مبادرة وطنية للرقابة على استخدام الأدوية وسلوكيات العيادات الخاصة والمستشفيات والاستجابة لاستغاثة المواطنين والتحقيق فيها... المبادرة في حل مشكلات قائمة يجنبنا ويلات تفاقم المشاكل والتي لا يدفع ثمنها وحده صحة المصرين، مع أهميتها بالفعل، بل موارد الدولة بأكملها.... 
ونسأل الله عز وجل لنا جميعا العافية و100 مليون صحة.

search