السبت، 21 ديسمبر 2024

07:07 م

وفاء أنورتكتب: لطفًا.. كونوا قدوتهم

الإثنين، 02 ديسمبر 2024 02:02 م

وفاء أنور

وفاء أنور

تلك هى قضيتنا الأولى والأخيرة، “تربية وتهذيب أبنائنا”. إنها مهمتنا جميعًا، يجب أن نجعل منها، محور ومركز اهتمامنا. التربية بالقدوة وسيلتنا للإصلاح، فعلينا أن نبدأ في تطبيقها بطرق مقنعة لأبناء صاحبت عصرهم، تغيرات وتطورات سريعة متعاقبة، أسكنتهم وسط دوامة من صراع قائم، جعلنا نخشى عليهم من أثر تخبط وشتات يرهقهم ويبتز منهم سلام أنفسهم، وينذر بضياعهم منا وسط عالم لم يشبه بأي حال من الأحوال عالم عشنا فيه قبلهم.

علموهم حقيقة الإيمان بربهم، اجذبوهم لمحبة أوطانهم كما أحببتموها أنتم، ذكروهم بتاريخه وأمجاده، انهوهم عن التأفف من كل شيء يحدث أو يحيط بهم، ذكروهم بأن التغيير الآتي هو إحدى واجباتهم، وأهم مهامهم، اخبروهم بأن تحملهم لكل الشدائد يصنعهم ويشكلهم، ادعوهم لاحترام بلادهم، احفظوا لهم كيانهم ولا تسعوا  لاستنساخهم كي يصبحوا صورًا منكم.

القدوة في التربية هى الهدف الصائب، فعن طريقها سنترك في نفوس أبنائنا أعظم الأثر، الاقتداء بنموذج يحتذى به سيمنح صغاركم شعورًا بالأمان، إن أردتم غرس قيمكم استطعتم، وإن انتويتم انتزاعها منهم فعلتم. أبناؤكم هم حصاد سنوات أعماركم، رجاؤكم وآمال أوطانكم، فضلًا لا تحرموهم من شعور بالانتماء إليه، عززوا قدره ولا تخذلوه، لا تمحوا صورته التي بقيت عالقة بذاكرتكم، ادعموه واجعلوه يسطع كالشمس في علياء سمائهم.

تؤلمني منظومة وخطة ممنهجة، معد لها جيدًا ومرتب لرواجها، فكرة تدعو جيلًا كاملًا للاستخفاف بقدر وطن سادت حضارته وما زالت سائدة، وطن باق بمكانة تجذب كل العيون نحوه، بعد أن حفرت أيدي أبنائه فوق الصخور والأحجار سطورًا لحكايات مجده لا تعد ولا تحصى، كم هو مؤلم أن يصبح هذا مصير شبابنا الساعي نحو الضياع بخطوات منتظمة، مقلدًا لكل أمر مستحدث بغيض يحط من قدره راضيًا به وعنه.

علينا الآن أن نسارع باتجاههم لإنقاذهم ونجدتهم، لنعدل من أفكارهم، نقومهم ونشير عليهم بالثبات على مباديء تعلمناها من قبل كي لا نضل، احتفظنا بها عن قناعة، ثم قررنا الاقتداء بها.

search