السبت، 21 ديسمبر 2024

07:25 م

شعيب عبد الفتاح يكتب: المحطات الكبرى في تاريخ اللغة العربية 1 - 2

السبت، 30 نوفمبر 2024 03:39 م

الكاتب شعيب عبد الفتاح

الكاتب شعيب عبد الفتاح

يوم الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، نحتفل ومعنا العالم باليوم العالمي للغة العربية، وهو اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190 في 18 ديسمبر عام 1973، والذي يقر بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة. 
وبهذه المناسبة نستعرض أهم المراحل الكبرى  في تاريخ اللغة العربية، وذلك على النحو التالي : 
 

المحطة الأولى والأعظم: نزول القرآن الكريم باللغة العربية
فللقرآن الكريم، كل الفضل على لغتنا الجميلة:

 فأولا: ضمن القرآن الكريم للغة العربية  الخلود والبقاء إلى يوم الدين، ولا توجد لغة على وجه الأرض لديها هذا الضمان الإلهي العظيم الا لغتنا الخالدة باذن الله.
ثانيا: جمع العرب على لهجة واحدة وهي لهجة قريش، والتي كانت أرقى لغات العرب، وسميت لغة قريش مذاك اللغة العربية الفصحى. 
وثالثا: انتشرت اللغة العربية في العالم الإسلامي جميعه من الصين شرقا إلى الأندلس في أوروبا غربا. 
رابعا: أصبح الأدب العربي أدبا عالميا، حيث إن كل ما كسبته لغتنا العربية من آداب في الشعر والنثر ومن علوم شرعية ولسانية وعقلية فلسفية إنما كان بفضل القرآن الكريم، حتى إن من ضمن شرف اللغة العربية وفخرها وفخارها أنها تسمى لغة القرآن.

المحطة الثانية: ترتيب الحروف
وهى محطة مهمة بمكان؛ فقد رتـّبت بمقتضاه المادة اللغوية في بعض المعجمات القديمة وفي كل المعاجم الحديثة، ويعتمد هذا الترتيب اعتمادا تاما في إنجاز الفهارس الملحقة بالمصنـّفات والأبحاث، فعلى أساسه ترتـّب المصادر والمراجع اعتمادا على اسم المؤلف أو عنوان الكتاب والمؤلفين، والأعلام، والآيات، والقوافي، والمواضع والبلدان، والأحاديث، والمصطلحات والأمثال وكل مادة يحتاج فيها إلى فهرسة.
ومعروف أن عدد حروف اللغة العربية هو 28 حرفاً، عدا الحرف الإضافي الهمزة، وقد صنفت هذه الحروف وفق معيار الأصول التاريخية، ففرّعت بحسبه إلى حروف ساميّة من أصل سام وأخرى عربية. أما السّاميّة فعددها اثنان وعشرون 22 حرفا وهي أ، ب، ج، د، هـ، و، ز، ح، ط، ي، ك، ل، م، ن، س، ع، ف، ص، ق، ر، ش، ت . وأما العربية فهي ستة أحرف أضافها العرب إلى الأصل السامي وانفردوا بها، وتسمى الروادف وهي ث، خ، ذ، ض، ظ، غ.
ولحروف اللغة العربية ثلاثة ترتيبات وهى :  
الترتيب الأول: 
ويسمى بالترتيب الأبجدي المتمثل في أ ب ج د هـ و ز ح ط ي ك ل م ن س ع ف ص ق ر ش ت ث خ ذ ض ظ غ وهذه الحروف عند جمعها وتحويلها لكلمات حسب ترتيبها تم حصرها أولا  في 6 كلمات  وهي أبجد هوَّز حُطّي كلَمُن سَعْفَص قُرِشَت  .. ثم وجد العرب بعدها ستة حروف وهى ( ث خ ذ ض ظ غ  ) فألحقوها بها وسموها الروادف ... وصار الترتيب يتكون من 8 كلمات وهي : أبجد هوَّز حُطّي كلَمُن سَعْفَص قُرِشَت  ثَخَدٌ ضَظَغ.
الترتيب الثاني: 
وهو الترتيب الهجائي للحروف، وهو الأكثر شهرة كالآتي
أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي
ونلاحظ أنه يجمع بين الحروف المتشابهة شكلاً ولفظاً ، ويجعلها متتالية، وقد وضعه العالم اللغوي القديم نصر بن عاصم والذي توفي في عام 89هـ.
الترتيب الثاللث: 
وهو الترتيب الصوتي حيث اعتمد على مخارج الحروف وابتدأ من الحلق، ويرجع هذا الترتيب إلى عالم اللغة الخليل بن أحمد الفراهيدي 100 هـ170 هـ 718م 786م ، ولعل هذا الترتيب هو الأقل شهرة، ويُعنى بدراسته على الغالب قُراء القرآن الكريم ونظام الحروف فيه ع، ح، هـ، خ، غ، ق، ك، ج، ش، ض، ص، س، ز، ط، ت، د، ظ، ذ، ث، ر، ل، ن، ف، ب، م، و، ي، أ.


المحطة الثالثة: تنقيط الحروف
نسبت الروايات هذا العمل الجليل إلى عدة أشخاص منهم سيدنا الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وأبو الأسود الدؤلي وتلميذاه، والحجاج بن يوسف الثقفي، حين أمر بتنقيط القرآن الكريم وكلف لهذا كلاً من نصر بن عاصم، ويحيى بن يَعْمَر لهذه المهمة؛ وهناك روايات عن الخليل بن أحمد الفراهيدي، وغيرهم أيضاً. لكن العجيب أن نكتشف من خلال النقوش الحجرية القديمة في الشام و شمال الجزيرة العربية أن التنقيط بالعربية كان معروفاً قبل الإسلام بزمن طويل.


المحطة الرابعة: وضع علم النحو
كان أبوالأسود الدؤلي 16 ق.هـ. 69 هـ هو ظالم بن عمرو بن سفيان ولد في الكوفة ونشأ في البصرة يعتبر أول من وضع علم النحو وشكّل المصحف، وهو ملك النحو، فهو أول من ضبط قواعد النحو، فوضع باب الفاعل، المفعول به، المضاف وحروف النصب والرفع والجر والجزم ، أما سيبويه فقد وضع كتاب الكتاب ويعتبر أول كتاب منهجي ينسق ويدون قواعد اللغة العربية. وقال عنه الجاحظ إنه لم يكتب الناس في النحو كتاباً مثله. أُلِّفَ الكتاب في القرن الثاني للهجرة الموافق للثامن من الميلاد. سمي بالكتاب لأن مؤلفه تركه دون عنوان.


المحطة الخامسة: تشكيل الحروف
وضعه عبقري اللغة الخليل بن أحمد الفراهيدي 718 م 786 م، قام بتغيير رسم الحركات في الكتابة، فجعل الفتحة ألفًا صغيرة مائلة فوق الحرف، والكسرة ياءً صغيرة تحت الحرف، والضمة واواً صغيرة فوقهُ. أما إذا كان الحرف منوناً كرر الحركة، ووضع شينا غير منقوطة للتعبير عن الشدةِ ووضع رأس عين للتدليل على وجود الهمزة وغيرها من الحركات كالسكون وهمزة الوصل، وبهذا يكون النظام الذي اتخذهُ قريباً من نواة النظام المتبع بالوقت الحالي في الكتابة باللغة العربية. 

وللحديث بقية

search