الأحد، 22 ديسمبر 2024

01:58 م

«برلنتي عبد الحميد» من زواج سري إلى منافسة هند رستم على ملكة الإغراء

السبت، 30 نوفمبر 2024 02:28 م

إسراء علي

برلنتي عبد الحميد

برلنتي عبد الحميد

في الأول من شهر ديسمبر، تحل ذكرى وفاة الفنانة الراحلة برلنتي عبد الحميد، التي تعتبر واحدة من أبرز نجمات السينما المصرية في منتصف القرن العشرين.

قدمت الراحلة، العديد من الأعمال التي تركت بصمة قوية في تاريخ الفن المصري، حيث ساهمت في صناعة عدد من الأفلام التي لا تزال حاضرة في ذاكرة الجمهور حتى اليوم، جمعت برلنتي بين الجمال والدلال والجرأة في أداء أدوارها، مما جعلها واحدة من أشهر الوجوه السينمائية، التي تميزت بتقديم أدوار متنوعة بين الكوميديا والدراما، على مدار مسيرتها الفنية، قدمت برلنتي ما يقارب الأربعين عملاً سينمائيًا، وجسدت خلالها شخصيات لا تُنسى مثل "لولا" في فيلم "سر طاقية الإخفاء"، و"دلال" في فيلم "ريا وسكينة"، بالإضافة إلى شخصية "ريري" في فيلم "إسماعيل ياسين في متحف الشمع"، مما جعلها تحتل مكانة خاصة في قلوب الجمهور.

تزوجت برلنتي عبد الحميد مرتين، وكان زواجها الأول من المنتج محمود سمهان، الذي كان يعشقها بشدة، لكنه كان يعاني من غيرته الزائدة، مما سبب العديد من الخلافات بينهما.

 برلنتي، التي كانت معروفة بقوة شخصيتها واستقلاليتها، رفضت طلباته بالابتعاد عن الفن، وهو ما أدى إلى انفصالها عنه. بعد الطلاق، حاول محمود سمهان الانتحار، لكنه نجا بفضل تدخل شقيقه.

في هذه الفترة، قامت برلنتي ببطولة العديد من الأفلام المهمة، وكان فيلم "حياة غانية" من إنتاج زوجها السابق أحد أبرز هذه الأعمال.

أما زواجها الثاني، فكان من المشير عبد الحكيم عامر، الرجل الذي اعتبرته حب حياتها، تزوجت منه في عام 1960 في زواج سري، وقررت أن تكرس له حياتها ولعائلتها، حيث تركت مجال الفن بشكل مؤقت بعد الزواج. خلال تلك الفترة، أنجبت ابنها الوحيد عمرو عبد الحكيم عامر.

كان هذا الزواج بمثابة نقطة تحول في حياتها، حيث عاشت حياة بعيدة عن الأضواء، وابتعدت عن السينما لتكون إلى جانب زوجها الذي شغل منصبًا عسكريًا رفيعًا في ذلك الوقت.

ولكن رغم اعتزالها الفن في فترة من حياتها، كانت حياة برلنتي عبد الحميد في السبعينات والثمانينات مليئة بالأحداث المثيرة.

فقد تعرضت للاعتقال بعد وفاة زوجها المشير عبد الحكيم عامر في عام 1967، وذلك في ظل النظام السياسي الذي كان قائماً برئاسة جمال عبد الناصر، عادت بعدها إلى حياتها الشخصية والفنية تدريجيًا، وأصدرت عددًا من الكتب التي تناولت سيرتها الذاتية وحياتها مع المشير عبد الحكيم عامر.

كتابها الأول "المشير وأنا" الذي صدر عام 1991، وكتابها الثاني "الطريق إلى قدري… إلى عامر" الذي صدر في عام 2002، كشفا عن تفاصيل حياتها الخاصة والعامة، بالإضافة إلى تجربتها الفريدة في الوسط الفني.

على مدار مسيرتها، كانت برلنتي عبد الحميد دائمًا محط أنظار الجمهور بسبب جمالها الفاتن وأدائها المميز، وكانت تنافس بجدارة على لقب "ملكة الإغراء" مع هند رستم في فترة الستينات والسبعينات.

وبينما ارتبط اسم برلنتي في الأذهان بأدوار المرأة الجريئة والمثيرة، فإنها كانت أيضًا تملك جانبًا آخر من شخصيتها يتسم بالجدية والانضباط، مما جعلها تحظى باحترام كبير بين زملائها في المجال الفني.

اعتزلت برلنتي عبد الحميد، التمثيل نهائيًا في عام 1988 بعد مشاركتها في فيلم "جواز في السر" مع الفنان سعيد صالح، حيث قررت التفرغ لحياتها الخاصة بعد سنوات من العطاء الفني. ورغم اعتزالها الفن، إلا أن اسمها ظل يتردد في الأذهان، واستمر تأثيرها في السينما المصرية حتى بعد وفاتها.

كانت برلنتي عبد الحميد، من النجمات المتميزات اللواتي تركن أثرًا كبيرًا في تاريخ السينما المصرية، ليس فقط من خلال أعمالها، بل أيضًا من خلال حياتها الشخصية التي كانت مليئة بالتحديات والمواقف المثيرة، وبالرغم من أنها ابتعدت عن الأضواء بعد سنوات طويلة من العمل في السينما، إلا أنها ظلت واحدة من الأسماء اللامعة في ذاكرة الفن المصري.

search