الأحد، 22 ديسمبر 2024

09:37 م

بناء وجه "مصاصة دماء بولندية مدفونة منذ 400 عام

الجمعة، 29 نوفمبر 2024 09:21 ص

محمد عماد

مصاصة الدماء البولندية

مصاصة الدماء البولندية

في مقبرة مهجورة شمالي بولندا، تم العثور على بقايا شابة دفنت منذ نحو أربعة قرون مع طقوس غريبة، إذ وُضع منجل حديدي حول عنقها وقفل على قدمها، كإجراء لردعها عن العودة إلى الحياة بحسب المعتقدات السائدة آنذاك. أطلق عليها العلماء اسم "زوسيا"، وكانت واحدة من عشرات النساء اللواتي اعتُقد أنهن مصاصات دماء، حيث دفعت الخرافات سكان المنطقة إلى اتخاذ إجراءات صارمة أثناء دفنهن.

إعادة بناء وجه زوسيا: رحلة عبر الزمن

باستخدام تقنيات متطورة تشمل تحليل الحمض النووي والطباعة ثلاثية الأبعاد، تمكن فريق من العلماء بقيادة عالم الآثار السويدي أوسكار نيلسون من إعادة بناء وجه زوسيا. أوضح نيلسون أن الهدف من هذا المشروع هو استعادة الجانب الإنساني لهذه الشابة التي وُصمت بالوحشية بناءً على معتقدات خرافية.

وأضاف نيلسون: "لقد دفنوها بطريقة تعكس مخاوفهم العميقة من عودتها إلى الحياة. إنه أمر مثير للسخرية، لكنها الآن تعود بطريقة مختلفة، كإنسانة تحمل قصة مأساوية".

قبر يحمل أسرار الخرافات الأوروبية

تم اكتشاف رفات زوسيا في عام 2022 من قبل فريق علماء من جامعة نيكولاس كوبرنيكوس في تورون. تحليل الجمجمة أشار إلى أنها كانت تعاني من حالة صحية ربما سببت الإغماء والصداع الشديد، وأحيانًا مشاكل نفسية، ما قد يكون دفع جيرانها إلى الاعتقاد بأنها مصاصة دماء.

ووفقًا للعلماء، كان يُعتقد أن المنجل والقفل والأخشاب المستخدمة في الدفن تمتلك خصائص "سحرية" تحمي من الأرواح الشريرة. إلى جانب زوسيا، عُثر على جثث أخرى مدفونة بطرق مشابهة، مثل طفل وُجد مدفونًا ووجهه لأسفل، ما يعكس مدى انتشار هذه المعتقدات في القرن السابع عشر.

العصر والسياق

تزامن دفن زوسيا مع فترة عصيبة في أوروبا، حيث انتشرت الحروب والأوبئة التي زادت من الخوف والجهل، وساعدت على ترسيخ الإيمان بالمخلوقات الخارقة للطبيعة.

إحياء الوجه والذاكرة

بدأت عملية إعادة بناء وجه زوسيا بإنشاء نسخة ثلاثية الأبعاد من جمجمتها، تبعها تشكيل طبقات من الصلصال تعيد بناء العضلات والملامح تدريجيًا. اعتمد الفريق على بيانات تشمل بنية العظام والجنس والعمر والوزن لإنتاج صورة دقيقة.

اختتم نيلسون حديثه قائلاً: "مشاهدة وجهها مجددًا تجربة مؤثرة. نريد أن نتذكر زوسيا كإنسانة تحمل قصة مأساوية عن زمن غلبت عليه الخرافات، لا كوحش صنعته الأوهام".

مهرجان الفيوم السينمائي يحتفي بالفن التشكيلي ويعرض الثقافة الفلسطينية

أبو الروس وإمينيم واليسا في مهرجان "ساوند ستورم" العالمي بالرياض

إطلالات ساحرة لنجوم الفن في مهرجان "ضيافة" الثامن

search