الذكرى السادسة لرحيل جورج بوش الأب: قائد الحرب الباردة وصانع "النظام العالمي الجديد"

تحل غدًا الذكرى السادسة لوفاة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج هربرت ووكر بوش، الذي رحل عن عالمنا في 30 نوفمبر 2018 عن عمر ناهز 94 عامًا. وفاة بوش الأب جاءت بعد مسيرة سياسية طويلة ومؤثرة، جعلته واحدًا من أبرز الشخصيات التي تركت بصمة في التاريخ الأمريكي والعالمي.

الذكرى السادسة لرحيل جورج بوش الأب: قائد الحرب الباردة وصانع "النظام العالمي الجديد"

ولد جورج هربرت ووكر بوش في ماساتشوستس عام 1924. بدأ مسيرته السياسية عام 1962 كعضو في قيادة الحزب الجمهوري في هاريس كاونتي بولاية تكساس. بدعم من الرئيس ريتشارد نيكسون، فاز في انتخابات 1966 وأصبح عضوًا في الكونغرس عن هيوستن وتكساس. لاحقًا، تم تعيينه سفيرًا للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة عام 1971، وفي منتصف السبعينيات كان أول مندوب دبلوماسي أمريكي في الصين، قبل أن يتولى عام 1976 رئاسة وكالة الاستخبارات المركزية (CIA).

في عام 1980، حاول بوش دخول البيت الأبيض عبر سباق الترشح عن الحزب الجمهوري، لكنه خسر أمام رونالد ريغان، الذي اختاره نائبًا له. وخلال ثماني سنوات كنائب للرئيس، كان له دور محوري في التعامل مع الاتحاد السوفيتي وإدارة الملفات الدولية. في عام 1989، أصبح الرئيس الحادي والأربعين للولايات المتحدة، لكنه لم ينجح في الفوز بولاية ثانية بعد خسارته أمام بيل كلينتون في انتخابات 1992.

محطات رئيسية في حياة بوش الأب

رئيس الولايات المتحدة الـ41:
تزامنت فترة رئاسته مع أحداث تاريخية مثل سقوط جدار برلين، انهيار الاتحاد السوفيتي، وإعلان "النظام العالمي الجديد". لعب دورًا محوريًا في دعم إعادة توحيد ألمانيا، حيث وصفه الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير بأنه "صديق حقيقي"، مشيرًا إلى أن الوحدة الألمانية ما كانت لتتحقق لولا دعمه.

حرب الخليج الأولى ودوره في الشرق الأوسط:
عربيًا، قاد بوش الحملة العسكرية لتحرير الكويت وإخراج القوات العراقية منها، واعتبر التدخل في الشرق الأوسط ينذر بفوضى قادمة. أشاد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بمواقفه التاريخية تجاه الكويت، معتبرًا أنها ستظل محفورة في ذاكرة الشعب الكويتي.

إنجازات دبلوماسية وعسكرية:
إلى جانب أدواره في حرب الخليج وإنهاء الحرب الباردة، كان بوش قائدًا لعملية عسكرية في بنما للإطاحة بالجنرال مانويل نورييجا. كما خدم كضابط في البحرية الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية.

السياسة الداخلية وأسباب خسارة الولاية الثانية:
رغم نجاحاته الدولية، أثرت قراراته الاقتصادية، مثل زيادة الضرائب، على شعبيته وأدت إلى خسارته في انتخابات 1992 لصالح بيل كلينتون.

إرث إنساني ومبادئ أخلاقية:
بعد خروجه من الرئاسة، ركز بوش على الأنشطة الإنسانية، حيث تعاون مع الرئيس الديمقراطي السابق بيل كلينتون في جهود إغاثية عالمية. عرف بوش بتمسكه بالمبادئ الأخلاقية في السياسة، مؤكدًا أن "السياسة لا ينبغي أن تكون مفتقرة للكياسة واللطف".

التقدير الدولي والمحلي:
نعاه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مشيدًا بـ"التزامه الثابت بالإيمان والعائلة والبلاد". واعتبره الرئيس السابق باراك أوباما "وطنيًا وخادمًا متواضعًا". أما المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، فقد أكدت أن ألمانيا ستحتفظ بذكراه في مكانة مشرفة.

في سنواته الأخيرة، ابتعد بوش عن الحياة العامة بسبب مرض الشلل الرعاش، لكنه بقي مراقبًا حكيمًا للتطورات العالمية. توفي عام 2018، تاركًا إرثًا سياسيًا وإنسانيًا سيبقى حاضرًا في تاريخ التحولات الكبرى.

جون كينيدي: أيقونة السياسة الأمريكية واللغز الذي لم يُحل بعد اغتياله

في ذكري رحيله .. محمد عبدالسلام: عبقري الفيزياء ونموذج عالمي للتفوق العلمي

بايدن يحقق رقما قياسيا لم يتحققه رئيس امريكي من قبل