الأحد، 22 ديسمبر 2024

08:20 م

أمين عام هيئات الإفتاء في العالم يدعو إلى حماية المسجد الأقصى ودور العبادة في فلسطين

الخميس، 28 نوفمبر 2024 11:14 ص

السيد الطنطاوي

الدكتور إبراهيم نجم

الدكتور إبراهيم نجم

أكد الدكتور إبراهيم نجم، الأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الاعتداءات المتكررة على دُور العبادة، وخاصةً في غزة، وتعرض المساجد والكنائس للتدمير، في القدس، والتهديدات المستمرة للمسجد الأقصى من أجندات متطرفة، تتطلب ردًّا حاسمًا من المؤسسات الفقهية المعتبرة، لحماية قدسية هذه الأماكن وتفنيد روايات المتطرفين.

وقال فضيلة الأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إن دُور العبادة ليست مجرد مبانٍ، بل تمثل الهُوية الروحية والذاكرة الجماعية للمجتمعات، مشيرا إلى أن حماية الأماكن الدينية ليست فقط واجبًا دينيًّا، بل أيضًا ركن أساسي من أركان السلام والتعايش، مستشهدًا بقول الله تعالى في القرآن الكريم “وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا”. [سورة الحج: 40]. وقال إن هذا النص القرآني يكرِّس التوجيه الإلهيَّ لحماية التنوع الديني، ورفض أي اعتداء على الأماكن المقدسة.

وقال الدكتور إبراهيم نجم، في كلمته خلال فعاليات المؤتمر العالمي للأمم المتحدة لحماية المواقع الدينية المُنعقِد في لشبونة بالبرتغال، إن الاعتداءات التي طالت دُور العبادة في غزة والقدس، ليست مجرد تدمير مادي، بل تمثل تهديدًا خطيرًا للوئام المجتمعي وتعمِّق الجراح والانقسامات، مضيفا أن المسجد الأقصى، باعتباره أحد أقدس المواقع الإسلامية، يواجه تهديدات متصاعدة من أيديولوجيات متطرفة تهدف إلى تغيير وضعه، وهو ما يستوجب تحركًا دينيًّا ودبلوماسيًّا موحَّدًا. 

وقال الأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، كلمته بنقل تحيات فضيلة الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إلى الحضور، وتمنياته لهم بالتوفيق والنجاح في هذا المؤتمر الهام، الذي يهدُف إلى تعزيز الحوار بين الحضارات، ودعم قِيم التعايش السلمي وحماية الأماكن الدينية والمقدسات.

وذكر الدكتور إبراهيم نجم، بالنموذج المصري في حماية دُور العبادة، مشيرا إلى أن مصر قدَّمت مثالًا يُحتذى به في الحفاظ على الأماكن المقدسة، حيث قام المسلمون بحماية الكنائس في أوقاتٍ تعرَّضت فيها لعمليات إرهابية واعتداءات، ووقفوا بجانب إخوتهم المسيحيين للدفاع عنها.

وأكد أن هذا النموذج يعكس الروح الحقيقية للتسامح والتلاحم الوطني، ويبرز أهمية العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد، خاصة في مواجهة محاولات التفرقة وبث الكراهية.

وشدَّد د. نجم على أهمية الدَّور الحيوي للفتاوى الصادرة عن المؤسسات الدينية الوسطية المعتبرة في مواجهة هذه التحديات، موضحًا أن هذه الفتاوى يمكن أن تسهم في إدانة الاعتداءات على دُور العبادة وحماية قدسية المسجد الأقصى، من خلال إصدار بيانات واضحة ترفض استهداف المقدسات، ودَورها في تفنيد مزاعم الجماعات المتطرفة التي تستغل النصوص الدينية لتبرير الاعتداءات، والتأكيد على أن الإسلام يحرِّم بشكل قاطع تدمير الأماكن التي يُذكر فيها اسم الله.

وأضاف فضيلته أن هذه الفتاوى يجب أن تدعو إلى تعزيز التضامن بين الأديان عبر تعاون مشترك لحماية المواقع المقدسة، بما يجسِّد رسالة الإسلام في دعم التعايش السلمي. كما يمكن لهذه الفتاوى تقديم أطر أخلاقية تسهم في دعم الجهود الدبلوماسية لمحاسبة المعتدين وحماية التراث الديني.

وفي ختام كلمته، استشهد د. إبراهيم نجم بتجربة أذربيجان في إعادة بناء وترميم المساجد والكنائس التي تعرضت للدمار، مشيدًا بالجهود التي تعكس قيم التسامح والاحترام المتبادل بين الأديان.

وأكد أن حماية دُور العبادة مسؤولية جماعية، تتطلب تعاونًا عالميًّا بين الحكومات والمؤسسات الدينية، لضمان بقاء هذه الأماكن ملاذات للسلام والتأمل والوحدة للأجيال القادمة.

وأقرأ أيضا

تعزيز التعاون بين الأوقاف والإفتاء لنشر القيم الأخلاقية وبناء الوعي الديني المستنير

شيخ الأزهر: إنشاء مركز لتعليم اللغة العربية بجيبوتي لتعزيز توجهها للتمسك بلغة القرآن الكريم

كيفية أداء الصلاة الفائتة؟.. مركز الأزهر للفتوى الالكترونية يجيب

search