الأحد، 22 ديسمبر 2024

03:19 ص

وفاء أنور تكتب للمصرى الآن.. زلة لسان

الأربعاء، 27 نوفمبر 2024 12:43 م

وفاء أنور

وفاء أنور

وفاء أنور

ستظهر حقيقتهم أمامك وتتجسد بكل تفاصيلها، ستعرفهم من نظرة عين شاردة تنطلق لتدلك على خفايا نفوسهم، ستلتفت لهذا وتتعرف عليه مفصلًا من ملاحظتك لإيماءة رأس أو حركة يد، من إشارة تصدر عنهم دون إدراك منهم تنعكس عقبها صورهم على مرآتك في الحال، ترقبها عيناك الثاقبتان، وتتلقفها على الفور يداك.

ستسقط من أفواههم الكلمات فتترجمها بدقة، بكل صدق نابع من شفافية لشعور وإحساس، تتمكن من تفسيرها جيدًا وعلى نحو صحيح تام، حتى إن هممت بمواجهتهم وقررت أن تطلق لتعبيرك العنان، تجدهم يتنكرون لكل ذلك ويحدثونك بأن ما سمعته منهم لم يكن سوى زلة لسان.

ألوان وألوان كثيرة من البشر تسير بجانبنا في متاهات العالم، تقيم وتدور في دوامة لكذبة كبرى تريد أن تقنع الجميع بالدخول فيها وبالدوران، يحاولون إقناعك بأنها لعبة بسيطة، رياضة ممتعة تجلب معها السعادة وتمنح الإنسان الهدوء والاتزان، وما هى إلا دقائق معدودة حتى تدور بك سواقيهم الجامحات التي لا تكف أو تتوقف عن الدوران.

عندما يمتلكك إيمانك ويحركك بقوة منه سترى ببوصلته كل الاتجاهات، ستقرأ ما بين سطور هؤلاء وأنت تطل عليهم من أعلى قمم إخلاصك، عندما يتحقق لك ذلك ثق تمامًا بعمق رؤيتك، اتبع حدسك وتأكد أنك على الحق، ومن على الحق سار -أبدًا- لن يظلم، ولن يضام.

تطول بنا أوقات كثيرة يتغلب فيها الوهن علينا، تمر بنا لحظات ظلام، ولكن مآل الأمر يبقى مرتبطًا ببزوغ فجر، بمشرق شمس تحلق كل يوم بأشعتها فوق دنيانا، تبدد تلال أحزاننا وتلون لنا بريشتها الناعمة كل الأحلام.

لا تغتّم فمن خلقك موجود، مطلع على كل شيء أصابك فعيناه عنك لا تغفل أو تنام، يداه بالخير دومًا مبسوطتان، كرمه لا يقارن وعطائه لا ينفد، يرزق من يشاء بغير حساب.

لن يخذل ربًا عظيمًا عبدًا له؛ ما دام معه، يقيم في حصنه الآمن، يتبع رشده ويسير في وهج نوره التام، سيثبته إذا تقلب فؤاده، سيحميه مهما واجه من عثرات أو صعاب، يحفظه بحفظه من شر فتن عالم تغير فيه أغلب البشر.

search