الأحد، 22 ديسمبر 2024

02:15 م

إنجاز علمي غير مسبوق: أول صورة مفصلة لنجم خارج مجرة درب التبانة

الجمعة، 22 نوفمبر 2024 07:27 م

محمد عماد

نجم خارج درب التبانة

نجم خارج درب التبانة

في سابقة فلكية عالمية، تمكن فريق من العلماء التابعين للمرصد الأوروبي الجنوبي من التقاط أول صورة مفصلة لنجم خارج مجرة درب التبانة، الأمر الذي يفتح الباب أمام فهم أعمق لتطور النجوم العملاقة ومراحل حياتها الأخيرة.

النجم العملاق: "WOH G64"
يقع هذا النجم في سحابة ماجلان الكبرى، وهي مجرة صغيرة تابعة لدرب التبانة وتبعد نحو 160 ألف سنة ضوئية عن الأرض. يُعرف النجم باسم "WOH G64"، وهو أحد النجوم العملاقة الحمراء الفائقة، التي تُعد من أضخم وألمع النجوم في الكون. يبلغ حجم هذا النجم حوالي 2000 ضعف حجم الشمس، مما يجعله واحدًا من أكبر النجوم المعروفة حتى الآن.

ما الجديد في الاكتشاف؟
بفضل استخدام أداة الجاذبية المطورة التي تستفيد من الضوء المُجمع من أربعة تلسكوبات تابعة للمرصد الأوروبي الجنوبي في تشيلي، تمكن العلماء من الحصول على صورة واضحة ومفصلة للنجم. الصورة أظهرت تفاصيل غير مسبوقة، حيث رصد العلماء "شرنقة بيضوية الشكل" تحيط بالنجم، تتكون من المواد التي يقذفها خلال مراحله الأخيرة.

صرح كييتشي أوناكا، عالم الفيزياء الفلكية بجامعة أندريس بيلو في تشيلي، بأن الشكل البيضوي يمثل المواد المقذوفة حديثًا والتي تحيط بالنجم بشكل محكم. كما أشار إلى وجود حلقة بيضوية ثانية حول النجم، يُعتقد أنها مكونة أيضًا من المواد المطرودة. هذه التفاصيل كانت مستحيلة الرؤية في السابق، مما يجعل هذا الإنجاز خطوة ثورية في دراسة النجوم العملاقة.

لماذا يُعد هذا الاكتشاف مهمًا؟
توفر الصور الجديدة معلومات دقيقة تساعد على بناء نماذج حاسوبية تحاكي تطور النجوم العملاقة. يمكن لهذه النماذج أن تفسر كيفية فقدان هذه النجوم لطبقاتها الخارجية من الغاز والغبار في مراحلها الأخيرة، قبل انفجارها كمستعر أعظم.

يقول غيرد فايغيلت، أستاذ علم الفلك بمعهد ماكس بلانك في ألمانيا والمشارك في الدراسة، إن النجم "WOH G64" شهد تغيرات ملحوظة خلال العقد الماضي. وأوضح أن هذه التغيرات، التي لوحظت عبر مقارنة الصور الحالية بالبيانات السابقة من عامي 2005 و2007، تقدم فرصة نادرة لدراسة حياة النجوم في الوقت الفعلي.

مرحلة جديدة في حياة "WOH G64"
لاحظ العلماء أن النجم أصبح أقل سطوعًا خلال العقد الماضي. وأرجعوا هذا التغير إلى المواد المطرودة التي قد تكون مسؤولة عن تعتيمه. يشير هذا السلوك إلى أن النجم ربما دخل مرحلة جديدة من دورة حياته الأخيرة. رغم ذلك، يعتقد الباحثون أن النجم قد يعود إلى حالته السابقة بعد فترة، وهو ما يجعل المراقبة المستمرة أمرًا ضروريًا لفهم هذه المرحلة الحرجة.

أهمية التطور التقني
هذا الإنجاز لم يكن ليصبح ممكنًا لولا التقدم التقني في أدوات الرصد. في الماضي، كانت أدوات المرصد تجمع الضوء من تلسكوبين فقط، مما حد من التفاصيل المرصودة. لكن التطوير الأخير الذي سمح باستخدام أربعة تلسكوبات أتاح التقاط صور أكثر وضوحًا ودقة.

آفاق المستقبل
يدعو كييتشي أوناكا إلى مواصلة المراقبة باستخدام تلسكوبات مختلفة وأدوات متقدمة لرصد تطورات هذا النجم العملاق. هذا ليس فقط لفهم تطوره، ولكن أيضًا لإثراء معرفتنا بآليات انفجارات المستعرات العظمى، التي تُعتبر من أعنف الظواهر الكونية.


إن هذا الإنجاز يمثل نقطة تحول في دراسة النجوم العملاقة، ويوفر رؤى جديدة حول كيفية انتهاء حياة هذه الأجرام الهائلة. كما يعزز أهمية التطور التكنولوجي في علم الفلك، الذي يُمكّن البشرية من استكشاف أعماق الكون بطرق لم تكن ممكنة من قبل.

الأرصاد تحذر : تغيرات جوية ملحوظة تشهدها البلاد اعتبارًا من الأحد

الأوقاف تتحمل تكاليف العام الدراسي الجديد لأبناء وأسر 309 من شهداء سيناء

لوحة فنية وعباءة سيناوية.. أهالي شمال سيناء يكرمون وزير الأوقاف

search