الأحد، 22 ديسمبر 2024

08:56 ص

المرأة المسلمة تتعرض للتشويه والتشويش لإفساد دورها

مجمع البحوث الإسلامية ينظم ندوة بعنوان “دور المرأة في العمران"

الأربعاء، 20 نوفمبر 2024 03:59 م

السيد الطنطاوي

خلال ندوة المرأة والعمران

خلال ندوة المرأة والعمران

نظمت اللجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، فعاليات اليوم الثالث من أسبوع الدعوة الإسلامية الذي جاء بعنوان “دور المرأة في العمران"، والذي أكد أن المرأة المسلمة دائمًا ما تتعرض لسهام التشويه والتشويش، لإفساد دورها، كونها المرأة المسلمة التي أعدت أبطالًا وأجيالًا كل في مجاله.

وأوضح الدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد للجنة العليا للدعوة والإعلام الديني، إن دور المرأة في تحقيق العمران موضوع من الأهمية بمكان؛ فالمرأة المسلمة دائمًا ما تتعرض لسهام التشويه والتشويش لإفساد دورها، كونها المرأة المسلمة التي أعدت أبطالًا وأجيالًا كلًّا في مجاله، وهي المرأة التي أراد البعض وضعها في دائرة ضيقة تعاني فيها ظلمًا وضعفًا، كما دأبوا على طمس دورها الذي أقره لها الإسلام، وإسهاماتها في العمران وبناء المجتمع بناء سليمًا، لا ثغرة فيه ولا خلل. 

وأكد الدكتور حسن يحيى خلال كلمته في فعاليات اليوم الثالث من أسبوع الدعوة الإسلامية الذي جاء بعنوان "دور المرأة في العمران"، الذي تنظمه اللجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، أن المرأة هي الأم والزوجة والأخت والابنة، متسائلًا: هل يتحقق أي عمران بمعزل عن المرأة؟ الإجابة: لا، بل للمرأة عظيم الأثر ودور فاعل لكل إنجاز وإعمار؛ لذلك شغلوها بالحريات الزائفة، كأن تأخذ أجرًا مقابل واجباتها؛ فأنزلوها منزلة الأجيرة، وجعلوا منها سلعة رخيصة، وغنيمة أينما كانت يظفر بها اللئام. 

من جانبه، أوضح الدكتور أبو زيد محمد شومان، أستاذ البلاغة والأدب بكلية الدراسات الإسلامية بنات بسوهاج، أن المتأمل في كتاب الله وسُنَّة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأقوال الفقهاء والعلماء؛ يجد أن القرآن الكريم لم يفرق في الخطاب بين رجل وامرأة في كثير من النصوص، خاصة في قضايا الإعمار والتنشئة؛ قال الله تعالى: {هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها} وعلمنا الرسول صلى الله عليه وسلم، أن النساء شقائق الرجال. 

وأشار أستاذ البلاغة، إلى أن سهام العلمانية والإلحاد والتغريب صُوبت نحو المرأة المسلمة بزعم نجدتها من الجهل ورد حقوقها المسلوبة، لكن المتجول بين النصوص يجد أن المرأة ملكة متوجة في بيتها ومجتمعها، ينظر إليها زوجها نظرة احترام ومحبة، وينظر إليها أولادها نظرة إجلال وتوقير، مؤكدًا أن المرأة عماد البيت وعقل الأسرة، ولم ينظر الإسلام للمرأة يومًا على أنها كَمٌّ مهمل لا قيمة له، وفي المقابل نجد الغرب يريد من حرية المرأة أن تكون حرة في ممارسة الشذوذ والمثلية. أما فيما يحافظ على كرامتها ومكانتها، فهم مجتمعات أشد فتكًا بها، وسلبًا لحقوقها. 

وأضاف الدكتور محمد عمر أبو ضيف، عميد كلية الدراسات الإسلامية السابق، أننا لو استعرضنا الحضارات القديمة لوجدنا المرأة كلأً مباحًا ومستباحًا، وأنها بالنسبة للرجل كالعبد للسيد، حتى في بعض الحضارات الحديثة لم تحظ المرأة المكانة الراقية التي تليق بها، لافتًا إلى أنه في حال حدوث خلل في تطبيق ما أمر به الشرع في الحفاظ على حقوق المرأة، فهذا يرجع إلى من طبق أمر الشرع، والشرع من ذلك براء. وعن من يطالب بالمساواة التامة بين الرجل والمرأة، وأكد "أبو ضيف" أن في المساواة التامة ظلمًا كبيرًا للمرأة؛ حيث إن للمرأة أشياء تصلح لها وبها، وهناك من الحقوق ما ميزها الشرع فيها عن الرجل، كما بادرت المرأة في كل زمان ومكان في عمران الأرض والعلم والجهاد؛ فهذه  الأميرة فاطمة إسماعيل، التي أعلنت تحملها جميع نفقات حفل وضع حجر الأساس لجامعة القاهرة، والذى كان سيحمل الجامعة نفقات كبيرة،  وهذه الأميرة زبيدة بنت جعفر المنصور زوجة الخليفة هارون الرشيد، وهي المعروفة بالحكمة وحبها لخدمة الناس خصوصًا الفقراء، أمرت بإنشاء برك المياه والآبار على طول طريق الحج من بغداد إلى مكة المكرمة، وجعلته للنفع العام، ومن النساء من أسهم في العمران العسكري، ومنهن من جاهد في سبيل الله.

 وتُختتم غدًا سلسلة ندوات أسبوع الدعوة الإسلامية بندوة عن "الشباب بين عمران النفس وعمران الكون.. توجيهات إسلامية"، والتي يحاضر فيها كلٌّ من: الدكتور محمود الهواري الأمين العام لشئون الدعوة والإعلام الديني، والدكتور أحمد همام، مدير عام الإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية.

search