12 بنكًا دوليًا يشيدون بمنصة"نوفى" المصرية لتمويل مشروعات المناخ

أكدت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولى، أن منصة «نُوَفِّي» ليست مجرد منصة وطنية، بل هي رسالة دولية بأن التمويل المناخي المبتكر والشراكات المتعددة الأطراف هما مفتاح النجاح في مواجهة التحديات المناخية.

جاء ذلك عقب إصدار 12 بنكًا تنمويًا دوليًا مشاركون فى قمة المناخ التى تستضيفها باكو عاصمة أذربيجان، بيانًا مشتركًا يُشيد بدور المنصات الوطنية مثل «نُوَفِّي» في تحقيق التفاهمات المشتركة وحشد التمويل لتحقيق أهداف المناخ.

بيان دولي لدعم المنصات الوطنية للعمل المناخي

أكد البيان الصادر عن البنوك التنموية، والذي حمل عنوان «المنصات الوطنية للعمل المناخي.. تفاهمات مُشتركة والطريق نحو المستقبل»، أن المنصات الوطنية يمكن أن تكون آلية استراتيجية فعّالة لدعم تنفيذ خطط الدول المناخية. 

وركزت البنوك، ومن بينها البنك الدولي والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، على أهمية التعاون بين مختلف الأطراف لتحقيق الأهداف المناخية.

وأشار البيان إلى أن نجاح هذه المنصات يتطلب التزامًا سياسيًا قويًا، وملكية وطنية واضحة، بالإضافة إلى تحديد دقيق لاحتياجات الاستثمار وحشد التمويل اللازم من القطاعين العام والخاص، مع الالتزام بالشفافية وتحقيق تقدم يمكن قياسه.

منصة «نُوَفِّي» المصرية: نموذج يُحتذى به

أشاد البيان بمنصة «نُوَفِّي»، التي أطلقتها مصر في عام 2022، باعتبارها نموذجًا يُطبق مبادئ مجموعة العشرين لتنسيق السياسات المناخية. 

وتتميز المنصة بتركيزها على العلاقة المتداخلة بين المياه والغذاء والطاقة، وهي مجالات أولوية للتنمية والمناخ في مصر. 

وأثبتت المنصة قدرتها على تحويل الاستراتيجيات الوطنية إلى مشروعات جذابة للاستثمارات الخضراء، مع تعزيز التكامل بين القطاعات المختلفة.

من جهتها، أكدت وزيرة التعاون الدولي المصرية، الدكتورة رانيا المشاط، أن الشراكة القوية مع بنوك التنمية متعددة الأطراف أسهمت في خلق منصة مبتكرة تدعم التكامل بين القطاعات الحيوية لتحقيق أهداف المناخ. 

وأضافت أن «نُوَفِّي» تُترجم التزامات مصر الدولية إلى خطوات عملية عبر مشروعات تشمل مجالات التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره.

تمويل مبتكر لتعزيز الاستدامة

نجاح «نُوَفِّي» يعتمد على آليات تمويل مبتكرة مثل «مبادلة الديون بالعمل المناخي»، التي تمكّن من تخفيف عبء الديون مع توجيه التمويل إلى مشروعات خضراء.

 كما تعتمد المنصة على الشراكات الدولية لتوفير التمويل الميسر والمنح، مما يعزز من قدرتها على تحقيق أهدافها.

وخلال قمة COP27 والاجتماعات الدولية اللاحقة، عملت مصر على الترويج لمنصة «نُوَفِّي» كنهج مبتكر لدعم الاستراتيجيات المناخية. 

وأوضح البيان أن المنصة نجحت في اجتذاب اهتمام دولي كبير، حيث تسعى العديد من الدول النامية والناشئة، خاصة في أفريقيا، للاستفادة من هذه التجربة.

الركائز الأساسية للمنصات الوطنية

وضع البيان أربع ركائز أساسية لنجاح المنصات الوطنية للعمل المناخي:

1. الالتزام السياسي والملكية الوطنية: ضمان قيادة الدولة واستدامة جهودها في تنفيذ استراتيجيات المناخ.
2. تحديد احتياجات الاستثمار: وضع خطط واضحة للاستثمارات اللازمة لتحقيق الأهداف المناخية.
3. حشد التمويل المتعدد الأطراف: دمج التمويل الحكومي والخاص لدعم المشروعات المناخية.
4. الشفافية وقياس التقدم: ضمان التزام المنصات بتحقيق تقدم ملموس قابل للقياس.

وأكدت البنوك التنموية التزامها بمواصلة دعم الدول النامية لتطوير وتنفيذ هذه المنصات، بما يتماشى مع أولويات التنمية الوطنية واحتياجاتها الفعلية.

«نُوَفِّي» واستراتيجية مصر 2050

تأتي منصة «نُوَفِّي» كجزء من الاستراتيجية الوطنية المصرية لتغير المناخ 2050، التي تهدف إلى تنفيذ 26 مشروعًا حتى عام 2030، بتكلفة استثمارية تقديرية تبلغ 14.7 مليار دولار. وقد تم اختيار تسعة مشروعات رئيسية في مجالات المياه، والغذاء، والطاقة كأولوية للمرحلة الحالية.

وتعمل وزارة التعاون الدولي بالتعاون مع شركاء دوليين مثل البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية والبنك الأفريقي للتنمية على تنفيذ هذه المشروعات من خلال أدوات تمويل متنوعة تشمل المنح والقروض الميسرة والتمويلات الابتكارية.

نحو مستقبل أكثر استدامة

تعكس منصة «نُوَفِّي» التزام مصر الجاد بالتحول من التعهدات إلى التنفيذ، حيث تقدم نهجًا جديدًا للعمل المناخي يرتكز على الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص والمؤسسات الدولية. ويمثل هذا النموذج دعوة مفتوحة لدول أخرى لتبني نهج مماثل يركز على الابتكار والتعاون لتحقيق أهداف المناخ العالمية.

إقرأ أيضًا:

وزيرة التخطيط: مؤسسات التمويل الدولية استثمرت 9 مليارات دولار فى مصر

وزيرة التخطيط: الشراكة بين مصر والبنك الأوروبى نموذج فى التعاون الدولى

وزيرة التخطيط: مصر أصبحت نموذجًا فى التحول إلى الاقتصاد الأخضر