رئيس الوزراء: نعمل على استعادة مكانة مصر فى صناعة السيارات

أكد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء أن إعادة تشغيل "النصر للسيارات" خطوة استراتيجية نحو استعادة مكانة مصر في صناعة السيارات، خاصة مع التركيز على المركبات الكهربائية والصديقة للبيئة.

شهدت مصر لحظة تاريخية بإعادة تشغيل شركة "النصر للسيارات" بعد توقف دام 15 عامًا، حيث أطلق الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الإنتاج الجديد للشركة من خلال احتفالية ضخمة شهدت تسليم أول دفعة من أتوبيسات "نصر سكاي" السياحية. يمثل هذا الحدث علامة فارقة في مسيرة الصناعة الوطنية ويعكس التزام الدولة المصرية بالنهوض بالصناعات الاستراتيجية، خاصة صناعة السيارات.

مراسم الاحتفال: عودة "النصر" إلى الأضواء

افتتح الاحتفال بفيلم تسجيلي وعرض تقديمي عن تاريخ "النصر للسيارات"، التي تعد رمزًا من رموز الصناعة الوطنية منذ تأسيسها في عام 1959. وأشار الفيلم إلى الجهود المبذولة لإعادة الشركة إلى مكانتها الرائدة.

 حضر الفعالية عدد كبير من الشخصيات البارزة، منهم وزير قطاع الأعمال العام، المهندس محمد شيمي، ووزير الصناعة والنقل، الفريق كامل الوزير، ووزيرة البيئة، الدكتورة ياسمين فؤاد، إلى جانب ممثلين عن جهات حكومية ودولية وسفراء من دول صديقة.

في كلمته، أشاد الدكتور مصطفى مدبولي بالجهود الجبارة التي بُذلت لإعادة تشغيل الشركة، مشيرًا إلى أنها ليست مجرد خطوة صناعية بل رسالة تؤكد إرادة الدولة المصرية في دعم الاقتصاد الوطني. كما أشاد بكفاءة الأيدي العاملة المصرية التي لعبت دورًا محوريًا في مراحل تصنيع الأتوبيسات بجودة تتوافق مع المعايير العالمية.

إنتاج وتطوير: رؤية جديدة لصناعة السيارات

شهدت الاحتفالية الإعلان عن توقيع عقد لتأسيس شركة جديدة بالتعاون بين "النصر للسيارات" وشركتين عالميتين: "ترون تكنولوجي" السنغافورية التايوانية و"يور ترانزيت" الإماراتية. تهدف هذه الشركة إلى إنتاج ميني باصات كهربائية بطاقة إنتاجية تصل إلى 300 أتوبيس بحلول عام 2026، بالإضافة إلى إنشاء خط لإنتاج البطاريات الكهربائية بطاقة تصل إلى 600 بطارية سنويًا.

يمثل هذا التعاون نقلة نوعية في صناعة المركبات الكهربائية في مصر، مع التركيز على تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص وجذب الاستثمارات الأجنبية. من المتوقع أن تبدأ هذه المشاريع الإنتاج منتصف العام المقبل، مع خطط لمضاعفة الطاقة الإنتاجية بحلول عام 2027.

جولة ميدانية: رحلة في قلب المصنع المطور

بعد انتهاء مراسم الاحتفال، قام رئيس الوزراء بجولة داخل مصنع الأتوبيسات، حيث اطلع على مراحل التصنيع المختلفة، بدءًا من العمليات الأولية وحتى اختبار المنتج النهائي. وأوضح المسؤولون أن المصنع يمتلك حاليًا قدرة إنتاجية تصل إلى 300 أتوبيس سنويًا، مع خطط لزيادة الإنتاج إلى 1500 أتوبيس سنويًا بحلول عام 2027، بنسبة مكون محلي تصل إلى 60-70% في المراحل المتقدمة.

تميزت الجولة أيضًا بتسليم أول دفعة من أتوبيسات "نصر سكاي" إلى شركات وزارة النقل. وتعتبر هذه الأتوبيسات واحدة من أحدث الطرازات عالميًا، حيث تتميز بتكنولوجيا متطورة وتصميم مريح وآمن، مع سعة ركاب تبلغ 49 راكبًا وطول 12 مترًا.

مشروع سيارات الركوب: نحو مستقبل متكامل للصناعة

على هامش الاحتفال، تفقد الدكتور مدبولي مشروع تطوير مصنع سيارات الركوب الذي يُعد خطوة أخرى نحو تنويع منتجات الشركة. استمع إلى شرح تفصيلي حول الموقف الحالي للأعمال الإنشائية، التي من المتوقع الانتهاء منها خلال الشهر المقبل. يهدف المصنع إلى إنتاج 20 ألف سيارة سنويًا في الوردية الواحدة، مع بدء الإنتاج التجريبي في منتصف عام 2025 بنسبة مكون محلي تتجاوز 45% كمرحلة أولى.

أوضح المسؤولون أن المصنع مصمم لاستيعاب إنتاج أكثر من موديل في نفس الوقت، مع التركيز على تحقيق معايير جودة عالمية. تأتي هذه الجهود ضمن استراتيجية الشركة لإدخال منتجات جديدة تشمل النقل الخفيف، سيارات الجولف، والتوك توك الكهربائي.

إحياء القلعة الصناعية: تاريخ حافل ومستقبل واعد

تأسست شركة "النصر للسيارات" في عام 1959 كأول شركة مصرية لصناعة السيارات، ولعبت دورًا محوريًا في دعم الصناعة الوطنية لعقود طويلة. ورغم قرار تصفيتها في عام 2009، أعيدت الشركة للحياة في عام 2017 ضمن رؤية شاملة لإعادة تأهيل وتطوير شركات قطاع الأعمال العام.

اليوم، تمتد منشآت "النصر" على مساحة تقترب من 900 ألف متر مربع في منطقة وادي حوف بحلوان، وتشمل تسعة مصانع. بعد تحديث خطوط الإنتاج وإدخال تقنيات حديثة، تستعد الشركة لدخول مرحلة جديدة تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.

نحو مستقبل مشرق للصناعة الوطنية

يمثل إعادة تشغيل "النصر للسيارات" خطوة استراتيجية نحو استعادة مكانة مصر في صناعة السيارات، خاصة مع التركيز على المركبات الكهربائية والصديقة للبيئة. تؤكد هذه الخطوة على جدية الدولة في تعزيز الصناعة المحلية، استغلال الموارد الوطنية، وجذب الاستثمارات الأجنبية.

بهذه الجهود، تُعيد مصر إحياء حلم قديم ببناء قاعدة صناعية قوية ومستدامة، تعزز من قدرة البلاد على المنافسة في الأسواق الإقليمية والعالمية، وتجعلها مركزًا رائدًا لصناعة السيارات في الشرق الأوسط وأفريقيا.

إقرأ أيضًا:

رئيس الوزراء: إحياء النصر للسيارات عيد للصناعة المصرية

رئيس الوزراء: مصر تقدم تجربة رائدة في التنمية الحضرية

رئيس الوزراء: نعزز العلاقات الدولية لجذب الاستثمارات وتحقيق التنمية