الأحد، 22 ديسمبر 2024

03:05 ص

طارق دراج يكتب: اشكالية تقدم الأمم (٤)

السبت، 16 نوفمبر 2024 09:53 ص

طارق دراج

طارق دراج

لا قيمة للخشب عندما تقارنه بالذهب، وهذا شئ معروف في كل بقاع الارض، ولكن عندما يتعلق الأمر بالغرق، فلا قيمة للذهب امام لوح خشب.. فلا ندعي أننا نملك أن نكون كما نريد، ولكننا نستطيع ان نستغل ما بين أيدينا بطريقة افضل.. وبلا خجل فان أغلى  الثياب إذا ارتديتها لا قيمة لها وانت حافي القدمين.. ولذا فلا تتوهم أن تكون دولة زراعية جبارة وانت فقير مائيا، ولا دولة صناعية عملاقة وانت فقير ماليا.. وهنا يجب ان نعلم اننا نمتلك كنزا لا يمتلكه الآخرون، ولكننا لازلنا غير مبدعين في استغلاله.. فما هو هذا الكنز؟ انه آثار مصر العظيمة وهي ليست فقط ثلث آثار العالم بل هي فريدة ومتميزة في خصائصها.. وتخيل يا صديقي لو محمد صلاح لعب الان كرة اليد أو السلة أو الملاكمة فلن يلتفت له فريق درجة رابعة في مصر، ولكنه يعرف كيف يستغل موهبته في كرة القدم في اكبر أندية العالم، وأهم دوري في العالم، ولذا دعنا من الذي ننتجه لنستهلكه، فهذا لم ولن يوثر كثيرا، بالرغم من أهميته ولكنه لن يقفز بك الى الأمام او الى الأمان.. ولنبحث عن ادارة محترفة على اعلى مستوى من الخبراء الأجانب، تدير لفترة ما بين أيدينا من كنوز… فلا يعقل ونحن في عصر محمد صلاح ان نجد رجلا يتحدث اللغة الإنجليزية الركيكة مع السائحين وينادي في موقف الهرم هورس يا جيفت.. كمل كمل.. هذا هراء وسذاجة وعته واجزم.. بل انه غباء منا.. وأعتقد وربما يكون حديثا مكررا، لو أن هذه الآثار التي نمتلكها في دولة مثل ألمانيا لاصبح اقتصادها أقوى من اقتصاد الصين وأمريكا.. ودعنا نرى اهم المباريات الجذابة الان والتي يلتف المشاهدون امام التلفاز في جميع أنحاء العالم في نفس اللحظة للاستمتاع بها، ونحن نراها على تلفاز ابيض واسودّ اثني عشر بوصة .. اعتقد اننا لم نستمتع بها، وربما لن نراها. ونحن نفعل ذلك الان بالفعل في كنوزنا ولا ندري، ونركز على كيفية معاملة السياح والفنادق.

فهو لم يأت ليعامل معاملة جيدة أو يقيم في فندق ذات مستوى متميز، لانه بكل بساطة هذا متوفر في جميع أنحاء العالم.. ربما يكون دخل قناة السويس مصدرا اقتصاديا هاما، ولكنه لا يقارن بالكنوز التي بين أيدينا، إذا لابد من الخروج عن النمط المعتاد ونقفز بما هو بين أيدينا من كنوز لا تقدر بثمن..

search