أحمد عز: خصصت هيئة الترفيه السعودية 12 مليون دولار لـ «ولاد رزق 3»

في ندوة خاصة ضمن فعاليات الدورة الـ45 لمهرجان القاهرة السينمائي، تحدث النجم أحمد عز عن تجربته في فيلمه الشهير "ولاد رزق"، كما كشف عن تفاصيل تصوير الفيلم في المملكة العربية السعودية والدعم الكبير الذي قدمته هيئة الترفيه السعودية لنجاح العمل. الندوة، التي أدارها الإعلامي رامي المتولي، شكلت فرصة لفهم آراء عز بشأن صناعة السينما العربية وعلاقاته مع مختلف الجهات الإنتاجية في العالم العربي.

دور هيئة الترفيه السعودية في دعم الفيلم

أحمد عز بدأ حديثه بالتأكيد على أهمية الدعم العربي المشترك في صناعة السينما، مشيرًا إلى الدور الكبير الذي لعبته هيئة الترفيه السعودية في دعم فيلمه "كيرة والجن". وقال: "عرضت هيئة الترفيه السعودية تمويلًا قدره 12 مليون دولار لهذا الفيلم، وقد حقق الفيلم إيرادات ضخمة وصلت إلى 25 مليون دولار على مستوى العالم. كيف لي أن أرفض هذا العرض؟ بالطبع لا"، مؤكدًا أن هذا التمويل ساهم بشكل كبير في جودة الإنتاج وتوسيع نطاق نجاح الفيلم عالميًا.

عز أشار إلى أنه في السابق كانت تكلفة الإنتاج في مصر تتراوح بين 4 إلى 5 مليون دولار، ولكن في السنوات الأخيرة بدأت صناعة السينما في مصر والدول العربية تشهد تحولات كبيرة بفضل التعاون بين الدول العربية في مجالات الإنتاج والتوزيع، حيث يمكن للأفلام أن تحظى بدعم من عدة جهات عربية مثل السعودية، الإمارات، ومصر. وأضاف: "في الماضي، كنا نتلقى دعمًا من شركات كبيرة مثل "روتانا" و"ART"، ومن ثم جاء الدعم المستمر من هيئة الترفيه السعودية لتطوير الصناعة بشكل ملحوظ".

التعاون الفني بين الدول العربية

وفي سياق حديثه عن الدعم العربي المتبادل، أكد أحمد عز أن التعاون بين الدول العربية في مجال السينما ليس جديدًا بل هو سمة أصيلة في تاريخ السينما العربية. وقال: "أذكر دائمًا قول عبد الحليم حافظ: 'تحية العروبة، كلنا واحد'. هذه المقولة ما زالت حية في قلوبنا، فهي تجسد وحدة السينما العربية التي لم تتوقف عن التعاون على مر العصور". عز أوضح أن هذا التعاون يتجاوز مجرد الدعم المالي ليشمل أيضًا التبادل الثقافي والفني بين الدول، وهو ما ساعد السينما العربية على المنافسة عالميًا في السنوات الأخيرة.

كما تحدث عز عن تجربته الشخصية في العمل داخل المملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى أنه عندما كان يصور فيلمه هناك، شعر وكأنه يعمل في مصر، وذلك بسبب الأجواء الإيجابية والاحترافية التي تميز صناعة السينما في المملكة. وقال: "أثناء تصوير "ولاد رزق" في السعودية، شعرت وكأنني في بلدي. الشعب السعودي يقدم لي كل الدعم، وهذا ما يجعلني أعتز وأفخر بكل خطوة في مسيرتي هناك".

التكريم في مهرجان القاهرة السينمائي

كما كان أحمد عز من بين المكرمين في الدورة الـ45 للمهرجان، حيث تم منحه جائزة "فاتن حمامة للتميز" تقديرًا لمسيرته الفنية الحافلة. واعتبر عز هذا التكريم بمثابة خطوة هامة في حياته الفنية، قائلًا: "هذه الجائزة تعني لي الكثير، فهي ليست مجرد تكريم بل هي مسؤولية جديدة أتحملها لمواصلة تقديم الأعمال التي ترقى لذائقة الجمهور".

اقرأ أيضاً.. مصطفى فهمي (بروفايل)

وقد شهدت الدورة الـ45 لمهرجان القاهرة السينمائي حضور 194 فيلمًا من 72 دولة، حيث تم عرض 16 فيلمًا للسجادة الحمراء، بالإضافة إلى 37 عرضًا عالميًا أول. كما تم تكريم عدد من الشخصيات البارزة في صناعة السينما، مثل المخرج المصري يسري نصر الله الذي حصل على جائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر، والمخرج البوسني دانيس تانوفيتش الذي ترأس لجنة تحكيم المسابقة الدولية.

السينما العربية: مكانة عالمية متزايدة

في ختام الندوة، أكد أحمد عز أن السينما العربية تسير بخطى ثابتة نحو العالمية، وأشاد بما تحقق من إنجازات في السنوات الأخيرة من خلال المهرجانات السينمائية والجوائز الدولية التي تحصدها الأفلام العربية. وأضاف عز: "نحن في مرحلة جديدة من تاريخ السينما العربية، حيث بدأنا ننافس عالميًا في المهرجانات السينمائية الكبرى. هذا النجاح هو نتاج تعاوننا المشترك والعمل الجاد الذي يبذله كل فرد في هذه الصناعة".

كما أشار عز إلى أن المستقبل يحمل الكثير من الفرص أمام السينما العربية لتحقيق المزيد من النجاحات على الساحة الدولية، مؤكدًا أن هذا التقدم يحتاج إلى مزيد من العمل والتعاون بين كافة الأطراف المعنية في صناعة السينما، سواء من الفنانين أو المنتجين أو الجهات الداعمة.

مهرجان القاهرة السينمائي: استمرارية وإبداع

يبقى مهرجان القاهرة السينمائي الدولي من أبرز وأهم المهرجانات السينمائية في العالمين العربي والأفريقي، وهو المهرجان الوحيد في المنطقة الذي يحمل تصنيف الفئة A في الاتحاد الدولي للمنتجين "FIAPF". ويستمر المهرجان في تقديم منصة هامة لصناعة السينما ويتيح فرصًا كبيرة للمبدعين في المجال الفني للتواصل والتفاعل مع جمهور واسع على مستوى العالم.

من خلال مهرجان القاهرة، يعبر المبدعون عن رؤاهم الفنية ويطرحون قضايا مجتمعية وفنية هامة، مما يجعل المهرجان حدثًا سينمائيًا ثقافيًا عالميًا يؤثر بشكل كبير في صناعة السينما على مستوى المنطقة.