ورشة عمل حول مخاطر صحافة الحرب والنزاع فى العصر الرقمى

 شهدت القاهرة تنظيم ورشة عمل ورشة عمل مخصصة للصحفيات عن مخاطر صحافة الحرب والنزاع فى العصر الرقمى.

جاءت الورشة ضمن فعاليات "مؤتمر القاهرة السادس للإعلام" المنعقد بالتعاون بين الجامعة الأمريكية بالقاهرة وجامعة أوسلو النرويجية، بحضور نخبة من الصحفيين وخبراء الإعلام والأكاديميين من مختلف الدول، ركزت ورشة العمل على أهمية السلامة، لا سيما في ظل التحديات المتزايدة للصحافة في بيئات الصراع.

قدمت الورشة عبير سعدي، مستشارة تطوير الإعلامي، والتى تتمتع بخبرة واسعة في العمل داخل مناطق النزاع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأفريقيا وآسيا.

أهمية "النظافة الإلكترونية" للحفاظ على الخصوصية والأمان

ركزت عبير سعدي على مفهوم "النظافة الإلكترونية"، وهو مصطلح حديث يشير إلى مجموعة من الإجراءات التي يجب أن يتبعها الصحفيون للحفاظ على سرية بياناتهم وحمايتها على الأجهزة الإلكترونية.

 وشددت على أهمية تنظيف الأجهزة من أي تطبيقات غير مستخدمة وتجنب التطبيقات المجانية غير الضرورية، والتي غالبًا ما تستفيد من بيانات المستخدمين بطرق خفية. 

وتأتي هذه النصائح كجزء أساسي من التدابير الوقائية للصحفيين العاملين في مناطق النزاع، حيث يمكن للتهديدات الرقمية أن تساوي في خطورتها التهديدات الميدانية.

الصحفي المحلي: ركيزة أساسية في نقل الحقيقة

تحدثت سعدي عن دور الصحفي المحلي الذي يعد الأقوى في تغطية النزاعات، لأنه ينتمي إلى المكان ويعرف تفاصيله وثقافته، ما يميزه عن غيره من الصحفيين. 

وأشارت إلى أن هذا النوع من الصحفيين لا يختار طواعية أن يكون صحفي نزاع، وإنما يجد نفسه في هذا الموقف كجزء من مجتمعه. وأكدت على أهمية استثمار هذا الانتماء في تقديم تغطيات إعلامية دقيقة، لأن الصحفي المحلي يمتلك فهماً أعمق للواقع الاجتماعي والسياسي، مما يمكنه من نقل الأحداث بموضوعية ودقة أكبر.

نقاط القوة والضعف: أدوات لتعزيز العمل الصحفي

أكدت عبير سعدي على أهمية وعي الصحفي بنقاط قوته وضعفه واستغلالها لتطويع أدائه المهني. 

وأشارت إلى أن هذه الأدوات نسبية وتختلف من صحفي لآخر، مما يتيح فرصة للاستفادة من قدراته الشخصية وتحقيق التميز في التغطية الإعلامية.

 يكتسب الصحفي القوة من معرفته الدقيقة بالأحداث والخبرات المتراكمة، بينما قد يتطلب الضعف التوجه لتطوير بعض الجوانب المهنية أو تعزيز المهارات الأمنية والسلامة الشخصية، مما يعزز من أداء الصحفي ويزيد من فعاليته في الميدان.

مطابقة الهوية المحلية: أداة للتأقلم في مناطق النزاع

عن التعامل مع الهويات المحلية، ذكرت عبير سعدي أنها لا تلجأ إلى تغيير هويتها عند تغطية الأحداث في مناطق النزاع، إلا أنها ترتدي ملابس تتماشى مع ثقافة المكان وسكانه، مما يساعدها على التأقلم مع البيئة المحيطة والاندماج بها، ويقلل من فرص التعرض للخطر. 

هذه الإستراتيجية تتيح للصحفي احترام عادات المجتمعات المحلية، مما يساعده على كسب ثقة سكانها، ويفتح له أبوابًا لمصادر معلومات مهمة قد تكون مغلقة أمام الغرباء.

مؤتمر القاهرة للإعلام: تعزيز أخلاقيات الصحافة في أوقات الأزمات

يعد مؤتمر القاهرة السادس للإعلام حدثًا بارزًا يعكس التحديات المعاصرة التي يواجهها الصحفيون في ظل الأزمات المتصاعدة في العالم اليوم. 

ووفقًا للدكتورة نائلة حمدي، أستاذة الإعلام في الجامعة الأمريكية ومنظِمة المؤتمر، تم اختيار موضوع المؤتمر لهذا العام استجابةً للعدد المتزايد من الصراعات التي تمزق العديد من المناطق، مما يستدعي وجود تغطية إعلامية مهنية تعتمد على التكنولوجيا الرقمية. 

وأشارت حمدي إلى أن المؤتمر يهدف إلى تبادل أفضل الممارسات والأفكار من خلال ورش العمل والعروض التقديمية وحلقات النقاش المتنوعة.

يشمل المؤتمر العديد من النقاشات حول أخلاقيات الصحافة في أوقات الأزمات، ويطرح قضايا حيوية تتعلق بتحديات مراسلي الحروب، والتوازن بين سرعة نقل الأخبار ودقتها، بالإضافة إلى بحث سلامة الصحفيين في البيئات المعادية. كما يُناقش المؤتمر دور التكنولوجيا الرقمية في تعزيز العمل الصحفي وفتح آفاق جديدة للإبداع الإعلامي، من خلال تبني أدوات مبتكرة تساعد الصحفيين على تحسين جودة تقاريرهم وتسهيل تفاعلهم مع جمهورهم.